مقام ابي نخلة في صيدا

الشيخ عزالدين الكرجيه © البحوث والدراسات الإسلامية


مقام أبي نخلة:

يقع في محلة السبيل داخل صيدا القديمة. والمقام موجود داخل غرفة صغيرة مستطيلة الشكل ومستقلة عن المسجد. سقفها مقبب بقبة نصف دائرية ترتكز على قاعدة مثمنة الأضلاع، ولا تزال تظهر على الجدار الشمالي للمقام آثار كوة جانبية كانت تُستعمل لإضاءة الشموع وتقديم النذور. يعلو النافذة والباب الرئيسي نصّان تاريخيّان.

أما القبر فهو مستطيل الشكل مبني من الحجر الكلسي، تغطيه عدة شراشف خضراء اللون ومدون عليها آيات قرآنية، كما نجد على الجزء الأعلى منه قطعة نحاسية محفور عليها العبارة التالية: لا إله إلا الله محمد رسول الله.

يعرف أهالي صيدا هذا المقام باسم "مقام أبي نخلة" الذي يعود في نسبه إلى الإمام علي بن أبي طالب، وأن صاحب المقام هو محمد أبو نخلة ابن الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه.

ويُستبعد أن يكون هذا المقام لمحمد بن الحنفية ابن الإمام علي لأنه دُفن في البقيع بعد وفاته عام 81هـ/700م.

وصاحب المقام هو الشيخ محمد أبو نخلة وقد ورد هذا الاسم في سجلات المحكمة الشرعية حيث أوقف عبدي آغا الحلبي "اثنا عشر قرشاً كل سنة ليُصرف لصالح مقام سيدنا وأستاذنا الشيخ محمد أبو نخلة، قدس الله سره الكائن في "زاوية العبيدية" من زيت وقناديل وشمع وحصر.

كما أوقفت السيدة المغربية آمنة أبو جيدة دارها في حي الفواخرة في صيدا على زاوية الشيخ محمد أبو نخلة الشهيرة بالزاوية العبيدية.

كان الشيخ محمد أبو نخلة كان من العلماء الأجلاء وأحد المشايخ الصوفية في صيدا، وقد اشتهر هذا العالم بالتُقى والورع ودُفن إلى جانب الزاوية التي كان يُقيم فيها حلقات الذكر.

وفيما ورد أيضاً من أبيات شعرية على تلك اللوحة الرخامية الواقعة في الواجهة الشمالية لزاوية الشيخ محمد أبي نخلة، والتي جاء فيها:

توضأ أيها الحنفي ** بهذا الماء واغترفِ

ولذ برحاب هذا القطب ** وادعوا الله واعتكفِ

وخصص بالدعاء لمن ** أسال الماء حين عف

هو الصباغ أحمد من ** غدا يرجوه في الغرف

أتى التاريخ حين جرا ** ثواب الماء في الصحف

سنة 1153

وكان أهالي أقليم الخروب يقدمون نذور الزيت لمقام أبي نخلة. والمقام يقع إلى الجهة الشرقية من مسجد أبي نخلة ويدخل إليه من داخل المسجد.