الدولة العباسية : المقتفي لأمر الله

الشيخ عزالدين الكرجيه © البحوث والدراسات الإسلامية


ترجمته:

هو أبو عبد اللَّه الحسين المقتفي لأمر اللَّه ابن المستظهر، اختاره السلطان مسعود للخلافة بعد أن كتب محضر بخلع ابن أخيه الراشد من الخلافة وكانت بيعته في ثامن ذي الحجة سنة 530 (7 سبتمبر سنة 1136) واستمر في الخلافة إلى أن توفي ثاني ربيع الأول سنة 555 (12 مارس سنة 1160) فكانت خلافته 24 سنة وثلاثة أشهر و 16 يوماً وكان عمره إذ توفي 66 سنة.

ولما بايع السلطان المقتفي صاهره فزوجه أخته فاطمة على صداق مائة ألف دينار وبذلك أمن السلطان أن يكون الخليفة ضدَّه. 

وقد حاول الخليفة المعزول أن يعيد لنفسه الخلافة فاتحد مع الملك داود بن السلطان محمود ولكنه مع ما بذلهمن المجهود العظيم لم ينجح فقد ائتمر به جماعة من الباطنية فسقوه الردى بنواحي أصفهان.

استمر السلطان مسعود في سلطانه مع كثرة المخالفين والخارجين عليه من أهل بيته ومن امرأته إلى أن توفي سنة 547 بهمذان وذلك على رأس مائة سنة من الخطبة ببغداد للسلطان طغرلبك، وماتت مع مسعود سعادة البيت السلجوقي فلم تقم له بعده راية يعتد بها ولا يلتفت إليها. 

وكان رحمه اللَّه حسن الأخلاق كثير المزاح والتبسط مع الناس وكان كريماً عفيفاً عن أموال الرعية حسن السيرة فيهم. 

من أصلح السلاطين سيرة وألينهم عريكة سهل الأخلاق وكان مسعود قد عهد بالسلطنة بعده لابن أخيه ملكشاه بن السلطان محمود.

أما الخليفة فإنه لم بلغه وفاة مسعود طرد شحنة السلجوقية بها وأخذ داره ودور أصحاب السلطان ببغداد وأخذ كل ما لهم فيها ولك من عنده وديعة لأحد منهم أحضرها بالديوان وجمع الرجال والعساكر وأكثر التجنيد وتقدم بإراقة الخمور من مساكن أصحاب السلطان وأرسل جنوده فاستولت على سائر البلاد العراقية الحلة وواسط وغيرها وخرج بنفسه ليقوي جنده.

أصبح ذلك الملك العظيم الذي أسسه طغريل بك وإخوته ورفع بنيانه ملكشاه أصبح نهباً تقاسمته دول شتى تعرف بالدول الأتابكية.