مقام الشيخ عمر الجلالي في صيدا

الشيخ عزالدين الكرجيه © البحوث والدراسات الإسلامية


مقام الشيخ عمر الجلالي:

يقع هذا المقام في "حارة عمر الجلالي" داخل صيدا القديمة، والمقام عبارة عن غرفة صغيرة يوجد فيها ضريح عليه ستائر، لكن المقام مهمل، وكان يلفت النظر كثرة السلاحف الموجودة فيه، والتي يبلغ عمر بعضها ما يزيد على عشرات السنين. ولم تعد موجودة الآن.

يُنسب هذا المقام إلى الشيخ عمر الجلالي "وأن الجلالي ليس اسم عائلته وإنما لقبه، كتب به لتقواه وورعه، ويقال أن اسم عائلته هو عائلة "بديع". وكان الشيخ عمر يعمل في البحر وكان البحارة في صيدا يجلبون السلاحف التي يعثرون عليها في البحر إلى المقام.

ربما كان الشيخ عمر أحد الرجال الصوفيين، وغرفة المقام التي دُفن فيها كانت مكان للذكر الذي تُقام فيه حلقات الذكر، أو أنه أوصى أن يُدفن في ذلك المقام.

وتروي العجائز في تلك المحلة بعض القصص عن ظهور الشيخ عمر عليهن، وهي قصص كثيرة لا تحصى، ولا يعرف لهذا المقام وقف، ولا مسؤول.

ويروى أن الشيخ المذكور كان لديه العديد من المريدين والطلاب، حيث كان يعلمهم حفظ القرآن الكريم والتلاوة، لا سيما الأطفال منهم. وذات يوم وبعد انصراف الأطفال إذ بأم تسأل عن ولدها الذي لم يأتِ إلى المنزل منذ أكثر من خمس ساعات على الانصراف، والسؤال موجه إلى الشيخ الذي ما كان منه إلا أن أجابها لا تخافي فإن ابنك سيعود إليك بحول الله.

وفعلاً فقد انصرف الشيخ ليسأل بعض طلابه عن هذا الطفل فأقروا بأن قارباً صغيراً فيه بعض البحارة وهم من أخذ هذا الطفل إذ توجهوا به إلى مركب كبير رابض على مقربة من بحر الكنان حيث المقام.

فتوجه الشيخ إلى البحر ليتأكد فعلاً من وجود هذا القارب، عندها دعا الله أن لا يتحرك وبالفعل فقد أربك دعاءه من بالقارب، ولم يتحرك، عندها سأل ربان القارب بحارته عما يحدث فأجابوا: بأننا توجهنا إلى حارة في صيدا القديمة واختطفنا هذا الطفل، ولم تكن تعلم بذلك. عندها أمر الربان بحارته بإعادة الطفل إلى مكانه وبالفعل نفذوا ما أمر، وأعادوا الطفل، فاستقبله الشيخ وأعاده إلى أمه سالماً. وهذا بالمفهوم الصيداوي خارقة لعلم لم يألفوه، لا يعلمه إلا الصلاّح أمثال الشيخ الجلالي.


وهذا المقام عبارة عن غرفة مستطيلة بقياس (3,2م × 4,2م) وبارتفاع 3م. مقببة حيث تستند القبة بواسطة مثلثات على زوايا الجدران الأربعة المكونة من عقود حجرية.

أُقيم الضريح في وسط الغرفة وهو عبارة عن قبر حجري يتجه من الشرق إلى الغرب حيث توجد قلنسوه من القماش على الطرف الغربي للضريح كما يوجد شاهدان على طرفي الضريح.

أرض المقام هي حالياً مطلية بالإسمنت، أما الجدران والقبة فمبنية من الحجر الرملي وكسر الفخار والسيراميك والقش والكلس، ولا يُعرف لهذا المقام أي وقف أو مسؤول.