الدولة العباسية : المعتضد
ترجمته:
هو أبو العباس أحمد بن أبي أحمد الموفق طلحة بن المتوكل بن المعتصم وأمه أم ولد اسمها ضرار وكان عضداً لأبيه الموفق في حروبه وأعماله وولي العهد بعد وفاة أبيه وبعد خلع المفوض بن المعتمد سنة وبويع له بالخلافة في اليوم الذي توفي فيه المعتمد على اللَّه لأحدى عشرة بقيت من رجب سنة279(15 أكتوبر سنة892) ولم يزل خليفة حتى توفي لثمان بقين من ربيع الآخر سنة289 (15 إبريل سنة902) فكانت مدته تسع سنوات وتسعة أشهر وثلاثة أيام.
وزراء الدولة:
أول وزراء المعتضد عبيد اللَّه بن سليمان بن وهب واستمرفي وزارته حتى مات سنة288 فاستوزر بعده ابنه أبو الحسين القاسم بن عبيد اللَّه ومات وهو وزيره.
اضطرابات الجزيرة:
كانت العرب مع تغلب الأتراك على دولة بني العباس لا يقرون بالخضوع لهم بل كانوا على ما لم يزالوا عليه من الاستقلال بأمر أنفسهم في ديار ربيعة وفي ديار مضر ولا سيما بعد أن أسقط العباسيون أسماء العرب من ديوان المرتزقة فكانت لا تزال تخرج منهم خوارج يدعون الناس إلى خلع طاعة العباسيين وأكثر هؤلاء العرب جمعاً وخروجاً بنو شيبان من ربيعة.
ففي أول خلافة المعتضد سار إلى بني شيبان بالموضع الذي يجتمعون فيه من أرض الجزيرة فلما بلغهم قصده جمعوا إليهم وأغار المعتضد على الأعراب عند السن فنهب أموالهم وقتل منهم مقتلة عظيمة ثم غرق في نهر الزاب مثل من قتل ثم سار إلى الموصل فلقيته بنو شيبان يسألونه العفو وبذلوا له رهائن فأجابهم إلى ما طلبوا وعاد إلى بغداد.
وفي سنة 281 سار يريد قلعة ماردين للإستيلاء عليها من يدي حمدان بن حمدون الذي تغلب عليها وهو جد الأسرة الحمدانية فلما بلغه ميسر المعتضد إليه ترك في القلعة ابنه وسار عنها فلما وصلها المعتضد نازلها يومه وفيالغد ركب بنفسه حتى أتى باب القلعة وصاح بابن حمدان فأجابه فأمره بفتح باب القلعة ففتحه فقد المعتضد فيالباب وأمر بنقل ما في القلعة وهدمها ثم وجه خلف حمدان من يطلبه أشد الطلب حتى ظفر به بعد عودته إلى بغداد.
وكان مما يهم المعتضد خارجي ظهر بالجزيرة اسمه هارون الشاري واستفحل جمعه واشتدت قوته حتى لم يحاربه جند من جنود السلطان إلا هزمه فرأى المعتضد أن يضرب الحديد بالحديد فندب الحسين بن حمدان لحرب هارون فقال له الحسين: إن أنا جئت به فلي ثلاث حاجات عند أمير المؤمنين إحداها إطلاق أبي وحاجتان أذكرهما بعد مجيئي فأجابه المعتضد إلى ذلك فمضى مع جند اختاره حتى لقيه فحاربه وهزمه ثم ما زال يتبعه حتى ظفر به فأخذه أسيراً وأحضره للمعتضد فخلع على الحسين وطوقه وخلع على إخوته وأمر بفك أبيه والتوسعة والإحسان إليه فكان هذا بدء ظهور الأسرة الحمدانية.
ففي أول خلافة المعتضد سار إلى بني شيبان بالموضع الذي يجتمعون فيه من أرض الجزيرة فلما بلغهم قصده جمعوا إليهم وأغار المعتضد على الأعراب عند السن فنهب أموالهم وقتل منهم مقتلة عظيمة ثم غرق في نهر الزاب مثل من قتل ثم سار إلى الموصل فلقيته بنو شيبان يسألونه العفو وبذلوا له رهائن فأجابهم إلى ما طلبوا وعاد إلى بغداد.
وفي سنة 281 سار يريد قلعة ماردين للإستيلاء عليها من يدي حمدان بن حمدون الذي تغلب عليها وهو جد الأسرة الحمدانية فلما بلغه ميسر المعتضد إليه ترك في القلعة ابنه وسار عنها فلما وصلها المعتضد نازلها يومه وفيالغد ركب بنفسه حتى أتى باب القلعة وصاح بابن حمدان فأجابه فأمره بفتح باب القلعة ففتحه فقد المعتضد فيالباب وأمر بنقل ما في القلعة وهدمها ثم وجه خلف حمدان من يطلبه أشد الطلب حتى ظفر به بعد عودته إلى بغداد.
وكان مما يهم المعتضد خارجي ظهر بالجزيرة اسمه هارون الشاري واستفحل جمعه واشتدت قوته حتى لم يحاربه جند من جنود السلطان إلا هزمه فرأى المعتضد أن يضرب الحديد بالحديد فندب الحسين بن حمدان لحرب هارون فقال له الحسين: إن أنا جئت به فلي ثلاث حاجات عند أمير المؤمنين إحداها إطلاق أبي وحاجتان أذكرهما بعد مجيئي فأجابه المعتضد إلى ذلك فمضى مع جند اختاره حتى لقيه فحاربه وهزمه ثم ما زال يتبعه حتى ظفر به فأخذه أسيراً وأحضره للمعتضد فخلع على الحسين وطوقه وخلع على إخوته وأمر بفك أبيه والتوسعة والإحسان إليه فكان هذا بدء ظهور الأسرة الحمدانية.
القرامطة:
قد ذكرنا فيما مضى كيف ابتدأت نحلة القرامطة تشيع في سواد الكوفة ويدخل الناس فيها حتى كثر أتباع القرامطة.
في قريب من الوقت الذي انتشر فيه هذا المذهب بسواد الكوفة ظهر بالبحرين رجل يقال له سعيد الحسن الجنابي وجنابة من سواحل فارس يدخل إليها في المراكب في خليج من البحر الفارسي وبين المدينة والبحر ثلاثة أميال وقبالتها في وسط البحر جزيرة خارك نشأ بها أبو سعيد هذا وكان دقاقاً فنفي عن جنابة فخرج إلى البحرين فأقام بها تاجراً وجعل يستميل العرب إلى نحلته حتى استجاب له أهل البحرين وما والاها وقوي أمره فقتل ما حوله من أهل القرى وفعل ذلك بالقطيف وأظهر أنه يريد البصرة التي كتب عليها الشقاء فإنه لم يمض على ما لاقته من السوء على يد دعي العلويين أكثر من15 سنة فكتب واليها إلى المعتضد يخبره بالأمر فأمره المعتضد أن يبني على البصرة سوراً ففعل وفي سنة287 أقبل الجنابي بجموعه يريد البصرة فأرسل إليه المعتضد جيشاً قائده العباس بن عمرو الغنوي فهزمه أبو سعيد وأسر العباس واحتوى ما في العسكر وقتل الأسرى ثم سار الجنابي بعد الواقعة إلى هجر وانصرف المنهزمون إلى البصرة فلقيهم الأعراب فأفنوهم، أحدث ذلك بالبصرة قلقاً واضطراباً حتى هم أهلها بالجلاء عنها ولكن واليها هدأ بالهم.
كان تتابع الجيوش من المعتضد إلى من بسواد الكوفة سبباً لأن داعية قرمط زكرويه بن مهرويه سعى في استغواء كلب بن وبره بواسطة أولاده فأجابه بعض بطونهم وبايعوا سنة291 ابن زكرويه المسمى يحيى المكنى بأبي القاسم ولقبوه الشيخ وزعموا أن محمد بن عبد اللَّه بن محمد بن إسماعيل بن جعفر الصادق وزعم لهم أن له بالبلاد مائة ألف تابع وسمى أتباعه الفاطميين فقصدهم شبل مولى المعتضد من ناحية الرصافة فاغتروه فقتلوه وأحرقوا مسجد الرصافة واعترضوا كل قرية اجتازوا بها حتى بلغوا الشام وكانت إذ ذاك في حوزة خماريه بن أحمد بن طولون وينوب عنه فيها طغج بن جف فقاتلهم مراراً فهزموه.
هذا ما كان منهم في حياة المعتضد ظهروا بثلاثة مواضع بالبحرين والعراق والشام وبدأوا بخروجهم شعلة النار المحرقة التي آذت المسلمين ودوختهم وسلبتهم أمن الطريق إلى بيت اللَّه المقدس كما يأتي بيانه.
وفي تلك الأزمنة كان يشتغل دعاة الفاطميين باليمن وأفريقية فكانت الدعوة الإسماعيلية رتبت أن يكون في آن واحد بجميع الجهات الإسلامية حتى لا يكون لبني العباس قبل بملاقاة شرها وكذلك كان.
في قريب من الوقت الذي انتشر فيه هذا المذهب بسواد الكوفة ظهر بالبحرين رجل يقال له سعيد الحسن الجنابي وجنابة من سواحل فارس يدخل إليها في المراكب في خليج من البحر الفارسي وبين المدينة والبحر ثلاثة أميال وقبالتها في وسط البحر جزيرة خارك نشأ بها أبو سعيد هذا وكان دقاقاً فنفي عن جنابة فخرج إلى البحرين فأقام بها تاجراً وجعل يستميل العرب إلى نحلته حتى استجاب له أهل البحرين وما والاها وقوي أمره فقتل ما حوله من أهل القرى وفعل ذلك بالقطيف وأظهر أنه يريد البصرة التي كتب عليها الشقاء فإنه لم يمض على ما لاقته من السوء على يد دعي العلويين أكثر من15 سنة فكتب واليها إلى المعتضد يخبره بالأمر فأمره المعتضد أن يبني على البصرة سوراً ففعل وفي سنة287 أقبل الجنابي بجموعه يريد البصرة فأرسل إليه المعتضد جيشاً قائده العباس بن عمرو الغنوي فهزمه أبو سعيد وأسر العباس واحتوى ما في العسكر وقتل الأسرى ثم سار الجنابي بعد الواقعة إلى هجر وانصرف المنهزمون إلى البصرة فلقيهم الأعراب فأفنوهم، أحدث ذلك بالبصرة قلقاً واضطراباً حتى هم أهلها بالجلاء عنها ولكن واليها هدأ بالهم.
كان تتابع الجيوش من المعتضد إلى من بسواد الكوفة سبباً لأن داعية قرمط زكرويه بن مهرويه سعى في استغواء كلب بن وبره بواسطة أولاده فأجابه بعض بطونهم وبايعوا سنة291 ابن زكرويه المسمى يحيى المكنى بأبي القاسم ولقبوه الشيخ وزعموا أن محمد بن عبد اللَّه بن محمد بن إسماعيل بن جعفر الصادق وزعم لهم أن له بالبلاد مائة ألف تابع وسمى أتباعه الفاطميين فقصدهم شبل مولى المعتضد من ناحية الرصافة فاغتروه فقتلوه وأحرقوا مسجد الرصافة واعترضوا كل قرية اجتازوا بها حتى بلغوا الشام وكانت إذ ذاك في حوزة خماريه بن أحمد بن طولون وينوب عنه فيها طغج بن جف فقاتلهم مراراً فهزموه.
هذا ما كان منهم في حياة المعتضد ظهروا بثلاثة مواضع بالبحرين والعراق والشام وبدأوا بخروجهم شعلة النار المحرقة التي آذت المسلمين ودوختهم وسلبتهم أمن الطريق إلى بيت اللَّه المقدس كما يأتي بيانه.
وفي تلك الأزمنة كان يشتغل دعاة الفاطميين باليمن وأفريقية فكانت الدعوة الإسماعيلية رتبت أن يكون في آن واحد بجميع الجهات الإسلامية حتى لا يكون لبني العباس قبل بملاقاة شرها وكذلك كان.
صفات المعتضد:
كان المعتضد قوي القلب جرئياً ولذلك كان للخلافة في عهده أكثر مما كان في عهد أبيه من الهيبة وإن كان الأمر في الحقيقة جل أن يصلح لأن وراءهم عدواً لا ينام يريد إفساد ملكهم ما أمكنه ولو أدى ذلك إلى إفساد البلاد كلها. وكان مع شجاعته قليل الرحمة سفاكاً للدماء شديد الرغبة في التمثيل بمن يقتله.
وله إصلاحات داخلية جليلة منها أنه أمر برد الفاضل من سهام المواريث على ذوي الأرحام وأمر بإبطال ديوان المواريق وكان أصحاب التركات يلقون من ذلك عناء ومنها اهتمامه بكري دجيل وهو أحد روافد دجلة وقلع من فوهته صخراً كان يمنع الماء.
وله إصلاحات داخلية جليلة منها أنه أمر برد الفاضل من سهام المواريث على ذوي الأرحام وأمر بإبطال ديوان المواريق وكان أصحاب التركات يلقون من ذلك عناء ومنها اهتمامه بكري دجيل وهو أحد روافد دجلة وقلع من فوهته صخراً كان يمنع الماء.
وفاة المعتضد:
توفي المعتضد لثمان بقين من ربيع الآخر سنة289 وكان ولي عهده ابنه المكتفي.