ساحة المصلبية في صيدا
ساحة المصلبية:
الساحة الصيداوية الكبرى، فقد تميزت بأنها كانت الملتقى لكل الصيداويين على اختلاف مشاربهم واتجاهاتهم، فهم يلتقون في أوقات عطلتهم وفراغهم، بحيث يتسامرون ويتناقشون ويتحاورون، يتفقون ويختلفون ولكنهم في واقع الأمر متفقون على أنهم في نهاية المطاف سيعلون من شأن مدينتهم التي خطفت الهامهم، وقوت من عزيمتهم وإيمانهم ليرتقوا بها ويضعوها في مصاف المدن التي لا تنسى تاريخها.
ففي الساحة محل أبو عفيف عبد النبي، الأول في البوظة العربية، والرز بالحليب والعصائر على خلافها. وفيها أيضاً كل متطلبات الحياة اليومية ومستلزماتها من بيع وشراء وفرح وترح.
وفي شهر رمضان كانت الساحة تستقبله وسائر الساحات بالزينة على أبواب المحلات وفي الشوارع والبيوت. فكان الناس ينشرون السجاد الملون على الواجهات، ويوزعون أشجار الموز المضاءة بالمصابيح في الشوارع.
والمصابيح هي فوانيس كاز تُعلق على الجدران والأعمدة وفي المنعطفات، وكان استخدام السراج على الزيت قد أصبح محدوداً جداً مع ظهور الفانوس، كانت البلدية توزع الفوانيس داخل الحارات والزواريب، وتحرص حرصاً خاصاً على النظافة في الشهر المبارك.
وكما كانت تُستعمل الفوانيس، كانوا أيضاً يستعملون الشموع، للزينة والإحتفالات التي تعم ليالي رمضان، حيث يحلو الإستماع، خلال السهرات الدينية، إلى تراتيل المآذن والمدائح النبوية وحفلات الأذكار في ساحات المساجد وفي الزوايا الصوفية، حفلات تنتهي بمسيرات ليلية حتى موعد السحور، وتتخللها موسيقى النوبة والدفوف والصنوج والعراضة ولاعبو السيف والترس ولعبة الحكم وهي صراع بالخيزرانة بين متباريين، يستعملان تروساً من الجلد.
ومثلها حفلات توديع الحجاج واستقبالهم من ساحة المدينة إلى المرفأ، حيث كانوا يُبحرون بالسفن إلى جدة ثم يتابعون براً إلى مكة.