حمام السبع جنيات في صيدا

الشيخ عزالدين الكرجيه © البحوث والدراسات الإسلامية


حمام السبع جنيات:

لم يُعثر على مستند تاريخي يتحدث عن هذا الحمَّام، الذي عُرف باسم حمَّام السوق، وهو الحمَّام الشعبي في مدينة صيدا، ويقع في منطقة الأسواق التجَّارية داخل مدينة صيدا القديمة، لذلك عُرف باسم حمَّام السوق، كما عُرف أيضاً باسم حمَّام "سبع بنات" لوجود سبع صنابير للمياه داخله، ويُقال أن سبب تسميته باسم سبع بنيات هو "اعتقاد عامة الناس بوجود سبع جنيات يسكنّ ذلك الحمَّام".

سقف هذا الحمَّام مرتفع جداً، ويدخل المرء إليه بواسطة درج طويل يبلغ معدل انخفاضه عن الشارع العام حوالي أربعة أمتار.

يتكون الحمَّام من فناء واسع، وعدة غرف للاستحمَّام، ويبدو الطراز التركي واضحاً على بنائه.

حُوِّل هذا الحمَّام إلى مخبز وكان يديره حسن مستو، يقع هذا الحمَّام داخل صيدا القديمة بالقرب من مسجد بطاح في حارة الكشك.

وهو أحد ثلاث حمَّامات ذكرها النابلسي، أثناء زيارته لمدينة صيدا في شهر ربيع الأول من سنة 1112هـ/1700م كما ورد ذكره في وثيقة من وثائق المحكمة الشرعية في صيدا، يعود تاريخها إلى عام 1115هـ/1703م، وقد ورد فيها أنه من أوقاف الجامع العمري في المدينة.

وكمعظم الأبنية التاريخية القديمة، فقد احتاج هذا الحمَّام إلى الترميم نتيجة الخراب الذي حل به، ولذلك فقد رُمِّم في الفترة الزمنية الواقعة بين سنتي 1868 و 1872م بمبلغ سبعة آلاف وثلاثماية وأربع وثمانون غرش وخمسة وعشرون بارة عن يد وكيل الأوقاف بصيدا.

ثم عاد بعد ذلك لتأدية وظيفته، حيث تعاقب على استئجاره في الفترة الواقعة بين عام 1875 و 1880م، كل من ابراهيم آغا جرادي، ويحيى قاسم آغا، وأحمد الخيَّاط، وعبد اللطيف كزبر، ومحمد مرعي، ثم خليل جرادي، ومحمد مرعي أيضاً.

أما في الفترة الواقعة بين عام 1885 و 1888م كان بعهدة المستأجر محمد المرقي، ثم خليل جرادي، وقد تراوح إيجاره السنوي، بعد تجديده بين 1411 و 3000 قرشاً.