كنيسة الروم الارثوذكس في صيدا

الشيخ عزالدين الكرجيه © البحوث والدراسات الإسلامية


كنيسة الروم الارثوذكس:

استطاعت طائفة الروم الأرثوذكس القليلة العدد في صيدا، بناء كنيسة خاصة بها، وهي كنيسة صغيرة.

تقع في سوق النجَّارين وكانت تُسمى "كنيسة صيدا الكاتدرائية" تاريخ بنائها مجهول. ولكن يُعتقد أن بناءها قد تم على أنقاض كنيسة أقدم عهداً منها، أو أنها بُنيت على انقاض معبد وثني.

تحولت إلى مقر أسقفي في أوائل القرن الرابع للميلاد، وفي العام 1850م انقسمت إلى كنيستين يفصل بينهما حائط، أحدهما للروم الأرثوذكس والآخر للروم الكاثوليك، وقد أصبحت بكاملها اليوم للروم الأرثوذكس.

والمؤسف أن الحائط الفاصل لا يزال قائماً في وسطها حتى يومنا هذا، علماً أن القسم المخصص للكاثوليك، وهو الأكبر، لا يزال مقفلاً، بعدما قامت طائفة الروم الكاثوليك قبل أكثر من قرن ببناء أكبر مطرانية لها خارج مدينة صيدا القديمة وهي مطرانية مار نقولا في شارع فخر الدين.

وقد أوضح المطران الياس كفوري – متروبوليت صيدا وصور وتوابعهما للروم الأرثوذكس أن مقر مطرانية صيدا للروم الأرثوذكس موجود منذ أول قرن مسيحي. وفي الغرفة الصغيرة على يمين مدخل الكنيسة، اجتمع الرسولان بطرس وبولس بعدما كان بولس قد زار صور وبقي فيها أسبوعاً. وفي طريقه إلى روما توجه إلى صيدا واجتمع ببطرس والتقيا في هذا المكان المتواضع، وثمة آثار موجودة حتى اليوم تحت الأرض تدل على ذلك.

وكنيسة القديس نيقولاوس هي كاتدرائية صيدا وأقدم كنيسة قائمة في جنوب لبنان حتى اليوم، ويعود بناؤها إلى القرن الحادي عشر، وقد أُعيد ترميمها أخيراً، مع الطبقة العليا من دار المطرانية. ولهذه الدار قيمة دينية ومعنوية ورمزية كبيرة على اعتبار أنها موجودة منذ أول قرن مسيحي وحتى اليوم.

ويقصد السواح الكنيسة ومزار القديسين بطرس وبولس باستمرار، خصوصاً من أبناء الجاليات الروسية واليونانية والفرنسية.

كما أن مشروع إعادة تأهيل البنى التحتية في مدينة صيدا سيساهم في تطوير الحركة السياحية والتجارية وتعزيزها في المدينة القديمة التي تضم العديد من الأماكن الأثرية والتاريخية.