الدولة العباسية : المستعين
ترجمته:
هو أحمد بن محمد بن المعتصم بن الرشيد وأمه أم ولد صقلية اسمها مخارق ولد سنة220 وبويع بالخلافة في اليوم الذي توفي فيه المنتصر وهو خامس ربيع الآخر سنة 248 (7 يونيو سنة862) ولم يزل خليفة إلى أن خلع يوم الجمعة4 محرم سنة252 (15 يناير866) فكانت مدته ثلاث سنوات وثمانية أشهر و28 يوماً.
كيف انتخب:
اجتمع الموالي وفيهم بغا الصغير وبغا الكبير وأتامش ومن معهم فاستحلفوا قواد الأتراك والمغاربة والأشروسنية على أن يرضوا بما رضي به من سمينا، فأجمع رأي الثلاثة على ألا يولوا أحداً من أولاد المتوكل لئلا يغتالهم بدم أبيه كما أنهم يريدون إخراجها عن أولاد المعتصم مولاهم فاقترح عليهم تولية أحمد بن المعتصم فقال لهم محمد بن موسى بن شاكر المنجم أتولون رجلاً عنده أنه أحق الناس بالخلافة قبل المتوكل وأنكم دفعتموها عنه وأنه أحق بالأمر من المتوكل والمنتصر فبأي عين يراكم وأي قدر يكون لكم عنده؟ ولكن أطيعوا إنساناً يعرف لكم ذلك.
الوزارة في عهد المستعين:
لم يكن للخليفة شيء من النفوذ فإن الموالي هم الذين حولوا الخلافة عن المعتز بخلعهم إياه من ولاية العهد وهم الذين ساقوها إلى المستعين بلا عهد ولا سابقة فكان من المعقول أن يكون بين أيديهم يفعلون به ما شاؤوا.
فالوزير من قبلهم يولى فإن وافق هواهم رضوا عنه وإن خالفهم في شيء أزالوه عن رتبته وأقاموا غيره.
تركوا الوزارة في يد أحمد بن الخصيب الذي كان وزيراً للمعتصم ثم لم يلبثوا أن غضبوا عليه في جمادى الأولى من سنة248 فاستصفوا ماله ومال ولده ونفوه إلى جزيرة أقريطش.
واختير لوزارة المستعين أتامش أحد قواد الأتراك وكان الذي يقوم بأمر الكتابة كاتبه شجاعفكان أتامش بذلك صاحب السلطان التام فأطلقت يده في الأموال ومعه شاهك الخادم الذي جعله المستعين على داره وكراعه وخزائنه وخاص أموره وضم إليهما في النفوذ والتصرف أم المستعين فإنه لم يمنعها من شيء تريده وكان كاتبها سعيد بن سلمة النصراني فكانت الأموال التي ترد على السلطان من الآفاق يصير معظمها إلى هؤلاء الثلاثة فعمد أتامش إلى ما في بيوت الأموال من الأموال فاكتسحه وكان المستعين قد جعل ابنه العباس في حجر أتامش فكان ما فضل من الأموال عن هؤلاء الثلاثة يؤخذ للعباس فيصرف في نفقاته وأسبابه.
استوزر المستعين بعد أتامش أبا صالح عبد اللَّه بن محمد بن يزيد وأبوه كان قبل ذلك وزيراً للمأمون فمكث في الوزارة نحو ثلاثة أشهر لم يرض فيها أحزاب الموالي لأنه أراد أن يضبط حساب المملكة فلم يعجب ذلك بغاً الصغير وحزبه فأظهروا له الغضب فهرب منهم إلى بغداد في شعبان سنة249.
استكتب المستعين بعده محمد بن الفضل الجرجرائي وهو الذي كان وزيراً للمتوكل قبل ذلك ولم يسمه باسم وزير.
فالوزير من قبلهم يولى فإن وافق هواهم رضوا عنه وإن خالفهم في شيء أزالوه عن رتبته وأقاموا غيره.
تركوا الوزارة في يد أحمد بن الخصيب الذي كان وزيراً للمعتصم ثم لم يلبثوا أن غضبوا عليه في جمادى الأولى من سنة248 فاستصفوا ماله ومال ولده ونفوه إلى جزيرة أقريطش.
واختير لوزارة المستعين أتامش أحد قواد الأتراك وكان الذي يقوم بأمر الكتابة كاتبه شجاعفكان أتامش بذلك صاحب السلطان التام فأطلقت يده في الأموال ومعه شاهك الخادم الذي جعله المستعين على داره وكراعه وخزائنه وخاص أموره وضم إليهما في النفوذ والتصرف أم المستعين فإنه لم يمنعها من شيء تريده وكان كاتبها سعيد بن سلمة النصراني فكانت الأموال التي ترد على السلطان من الآفاق يصير معظمها إلى هؤلاء الثلاثة فعمد أتامش إلى ما في بيوت الأموال من الأموال فاكتسحه وكان المستعين قد جعل ابنه العباس في حجر أتامش فكان ما فضل من الأموال عن هؤلاء الثلاثة يؤخذ للعباس فيصرف في نفقاته وأسبابه.
استوزر المستعين بعد أتامش أبا صالح عبد اللَّه بن محمد بن يزيد وأبوه كان قبل ذلك وزيراً للمأمون فمكث في الوزارة نحو ثلاثة أشهر لم يرض فيها أحزاب الموالي لأنه أراد أن يضبط حساب المملكة فلم يعجب ذلك بغاً الصغير وحزبه فأظهروا له الغضب فهرب منهم إلى بغداد في شعبان سنة249.
استكتب المستعين بعده محمد بن الفضل الجرجرائي وهو الذي كان وزيراً للمتوكل قبل ذلك ولم يسمه باسم وزير.
العلويون في عهد المستعين:
كان الذي في عهد المستعين من أئمة الإمامية الاثنا عشرية عليّ الهادي وهو العاشر من أئمتهم وكان مقيماً بسامرا.
أما الزيدية فقد خرج منهم:
أولاً: يحيى بن عمر بن يحيى بن حسين بن علي بن الحسين خرج بالكوفة وكان قبل خروجه يتردد بين بغداد وسامرا يطالب كبار الدولة بما يصلح من شأنه فكان يرجع دائماً بالفشل فاستثار جمعاً كثيراً من الأعراب وانضم إليهم جمع من الكوفة فعسكر بهم بضواحي الكوفة ولما علم بخبره محمد بن عبد اللَّه بن طاهر وجه الجنود إليه فبادر يحيى إلى الكوفة فاستولى عليها وعلى بيت مالها ثم خرج منها وصار يتردد في السواد ثم عاد إلى الكوفة ودعا إلى الرضا من آل محمد وكثف أمره وتولاه العامة من أهل بغداد ولا يعلم أنهم تولوا من أهل بيته غيره.
ثانياً: خرج الحسن بن زيد بن محمد بن إسماعيل بن الحسن بن زيد بن الحسن بن علي.
أما الزيدية فقد خرج منهم:
أولاً: يحيى بن عمر بن يحيى بن حسين بن علي بن الحسين خرج بالكوفة وكان قبل خروجه يتردد بين بغداد وسامرا يطالب كبار الدولة بما يصلح من شأنه فكان يرجع دائماً بالفشل فاستثار جمعاً كثيراً من الأعراب وانضم إليهم جمع من الكوفة فعسكر بهم بضواحي الكوفة ولما علم بخبره محمد بن عبد اللَّه بن طاهر وجه الجنود إليه فبادر يحيى إلى الكوفة فاستولى عليها وعلى بيت مالها ثم خرج منها وصار يتردد في السواد ثم عاد إلى الكوفة ودعا إلى الرضا من آل محمد وكثف أمره وتولاه العامة من أهل بغداد ولا يعلم أنهم تولوا من أهل بيته غيره.
ثانياً: خرج الحسن بن زيد بن محمد بن إسماعيل بن الحسن بن زيد بن الحسن بن علي.
خرج بنواحي طبرستان وسبب خروجه أن المستعين أقطع محمد بن طاهر قطائع من صوافي السلطان بطبرستان وذلك بعد أن انتصر على يحيى بن عمر.
الجيش:
إن ما ظنه بغا الكبير في محله فإنه قال للقوم (نجيء بمن نهابه ونفرقه فنبقى معه وإن جئنا بمن يخافنا حسد بعضنا بعضنا فقتلنا أنفسنا) وجد التحاسد بين هؤلاء القوم وليس للخليفة سلطان يقمع به من بغى منهم فكانت أولى جناياتهم قتل أتامش لما رأوه قد استبد بأموال الدولة وبمصالحها.
ثم اتفق وصيف وبغا على قتل باغر التركي الذي تولى قتل المتوكل لأنهما خافاه على أنفسهما وكان باغر قد جمع إليه الجماعة الذين كانوا بايعوه على قتل المتوكل فجدد عليهم البيعة التي كان أخذها عليهم وقال لهم الزموا الدار حتى نقتل المستعين وبغا ووصيفا وكانا يسميان بالأميرين ونجيء بعلي بن المعتصم أو بابن الواثق فنقعده خليفة حتى يكون الأمر لنا كما هو لهذين اللذين قد استوليا على أمر الدنيا وبقينا نحن على غير شيء فأجابوه إلى ذلك وانتهى الأمر إلى المستعين.
الأحوال الخارجية:
كان الحال في الخارج أشد من ذلك وأنكى فإن الاضطراب الحادث في داخلية الدولة كان سبباً في تقاعد أولي الأمر عن حماية الثغور والوقوف في وجه الروم الذين كانوا ينتظرون مثل هذه الفرصة وقد صادف أن قائدين عظيمين من قواد الثغور قتلا في حرب مع الروم أول عهد المستعين وهما عمر بن عبد اللَّه الأقطع وعلي بن يحيى الأرمني وكانا نابين من أنياب المسلمين شديداً بأسهما عظيماً غناؤهما في الروم فأما أولهما فقد غزا ملطية فقابله ملك الروم في جمع عظيم فأحاطوا به فقتل وقتل معه ألفا رجل وجرأهم قتله على قصد الثغور الجزرية فقصدوها وكلبوا عليها وعلى حرب المسلمين فبلغ ذلك علي بن يحيى وهو قافل من أرمينية إلى ميافارقين فنفر إليهم في جماعة قليلة فقتل نحو400 رجل.
لما بلغ ذلك أهل بغداد شق على عامتهم وعظم مقتل الرجلين في صدورهم مع ما لحقهم من استفظاعهم من الأتراك قتل المتوكل واستيلائهم على أمور المسلمين وقتلهم من أرادوا من الخلفاء واستخلاصهم من أحبوا استخلافه من غير رجوع منهم إلى ديانة ولا نظر لأمور المسلمين فثاروا وربما كانوا ينجحون فيما إليه قصدوا من ثورتهم هذه لو وجدوا قائداً يدبر أمرهم ويبعدهم عن الفوضى ولكنهم لم يظفروا به.
اجتمعت العامة ببغداد بالصراخ والنفير وانضمت إليهم الأبناء الشاكرية وفتحوا أبواب السجون وأخرجوا من فيها ثم أخرج أهل اليسار من أهل بغداد وسامرا أموالاً كثيرة من أموالهم فقووا من خف للنهوض إلى الثغور لحرب الروم وأقبلت إليهم العامة من نواحي الجبل وفارس وغيرهما لهذا القصد كل ذلك والخليفة لاه بما هو فيه عن ثغور المسلمين فلم يوجه لها عسكراً ولم تجد حركة العامة شيئاً.
لما بلغ ذلك أهل بغداد شق على عامتهم وعظم مقتل الرجلين في صدورهم مع ما لحقهم من استفظاعهم من الأتراك قتل المتوكل واستيلائهم على أمور المسلمين وقتلهم من أرادوا من الخلفاء واستخلاصهم من أحبوا استخلافه من غير رجوع منهم إلى ديانة ولا نظر لأمور المسلمين فثاروا وربما كانوا ينجحون فيما إليه قصدوا من ثورتهم هذه لو وجدوا قائداً يدبر أمرهم ويبعدهم عن الفوضى ولكنهم لم يظفروا به.
اجتمعت العامة ببغداد بالصراخ والنفير وانضمت إليهم الأبناء الشاكرية وفتحوا أبواب السجون وأخرجوا من فيها ثم أخرج أهل اليسار من أهل بغداد وسامرا أموالاً كثيرة من أموالهم فقووا من خف للنهوض إلى الثغور لحرب الروم وأقبلت إليهم العامة من نواحي الجبل وفارس وغيرهما لهذا القصد كل ذلك والخليفة لاه بما هو فيه عن ثغور المسلمين فلم يوجه لها عسكراً ولم تجد حركة العامة شيئاً.