حي الكنان في صيدا

الشيخ عزالدين الكرجيه © البحوث والدراسات الإسلامية


حي الكنان:

اسم "كنان" الغطاء والوقاء والستر. وقيل كن الشيء أي ستره وغطَّاه.

وقيل أن "الكنان" هو أن هذا الحي كان مطلاً على البحر، وكثيراً ما يثور هذا البحر فيقول أهل الحي يا بحر كن أي اهدأ وعُد إلى ما كنت عليه.

وفي القرون الأولى للمسيحية، بُنيت كنيسة على اسم الكنعانية في صيدا. وكان يزورها الحجاج في طريقهم إلى القدس في "حي الكنان" . والدليل على وجود الكنيسة في القرن الأول في صيدا ما جاء في سفر أعمال الرسل، فصل 27، فقرة 2، عندما رفع بولس الرسول دعواه إلى القيصر، اقتيد مكبلاً بالسلاسل من فلسطين إلى روما: فركبنا سفينة من ازمرتي (ميناء في فلسطين قرب عكا) وأقلعنا. وفي الغد وصلنا إلى صيدا، فأذن القائد الروماني "يوليوس" لبولس، وكان يعامله في رفق، أن يذهب فيرى أصدقاءه ويحصل على عناية منهم". وهكذا استضافت جماعة الكنيسة الأولى في صيدا التي وصلت إلينا، فهم الذين اشتركوا في المجامع المسكونية الأولى، وفي المؤتمرات العالمية أو الإقليمية.

وفي العام 1969، أضر موج البحر بهذا الحي، إذ غمرت مياهه المنازل السفلية وأتلفت محتوياتها وهجَّرت سكانها. فتغيرت معالمها وخسرت العديد من ساكنيها الذين اضطروا إلى مغادرتها إلى أمكنة أكثر أماناً وسلماً.

وقد تميز هذا الحي بوجود سبيل ماء فيه ما زالت معالمه ظاهرة للعيان ساعد أهل الحي في تأمين حاجتهم من الماء العذب للغسل والشطف وتنظيف المنازل التي كان الكثير منها يفتقر إلى وصول الماء إليها. كما وان السبيل المذكور كان المصدر الأساسي لرش طرق وأزقة الحي وخصوصاً في فصل الصيف وذلك بغاية نظافتها.