صيدا ما قبل الفتح الاسلامي
صيدا ما قبل الفتح الاسلامي:
صيدا، المدينة اللّبنانية، هي صيدون القديمة، من أقدم وأهمّ ممالك فينيقيا.
كانت تُقسَم قديمًا إلى قسمين- كما تدلّ النّقوش التي وُجِدَت في معبد أشمون:
صيدا، المدينة اللّبنانية، هي صيدون القديمة، من أقدم وأهمّ ممالك فينيقيا.
كانت تُقسَم قديمًا إلى قسمين- كما تدلّ النّقوش التي وُجِدَت في معبد أشمون:
صيدا الكبرى أو البحرية وهي مركز الصّناعة والتجارة وتقوم المدينة الحالية مكانها.
صيدا الصّغرى وكانت تقع قي الضاحية على سفوح المُرتفعات التّي تحيط بالمدينة.
يرجع تاريخ صيدا إلى ظهور الفينيقيّين فيها في أوائل الألف الثالث ق.م. وتُنسَب صيدا إلى صيدون بكر كنعان، وقد كانت رئاسة المدن الفينيقية والسيادة البحرية من نصيبها، فمارست هذه الرئاسة على جنوب لبنان بما في ذلك صور، واحتفظت بسيادتها البحرية كما فعلت من قبل جبيل وأرواد في شمال لبنان. وكانت صيدا أُمًا لمدينة "هبّو" في شمالي إفريقيا و"كيثيوم" في قبرص، كما كانت صور أمًا لمدينة قرطاجة.
اليونان هم أول من أطلق على سكان الساحل السوري الاوسط والجنوبي اسم «الفينيقيين»، اذ وردت هذه الكلمة للمرة الأولى في كتابات الشاعر الاغريقي هوميروس خلال القرن الثامن ق.م. وسبب هذه التسمية يرجع الى ان لبنان كان ينتج نوعاً من القماش المصبوغ باللون الأحمر الارجواني المائل الى البنفسجي، ويبيعه في البلاد الاغريقية. ولما كانت كلمة «فينيقي» عند اليونان تعني اللون الاحمر، استعملوها للدلالة على الساحل اللبناني وسكانه. وكان المصريون يسمونهم «خارو»،
أما الفينيقيون فاطلقوا على الواحد منهم اسم «كنعاني» وعلى بلادهم ارض «كنعان». واطلق الكتاب اليونان اسم فينيقيا بشكل عام على كل المنطقة الساحلية لبلاد الشام الذي يتضمن السواحل الحالية السورية واللبنانية والفلسطينية، الا انهم استعملوا هذا الاسم كذلك للدلالة على الشريط الساحلي اللبناني الضيق ما بين طرابلس الحالية في الشمال والطنطورة «جنوب حيفا» في الجنوب، وكانت أهم المدن الفينيقية جبيل وصيدا وصور.
وينتمي الفينيقيون الى قبائل الاموريين الكنعانية التي جاءت من الجزيرة العربية في اوائل الألف الثالثة قبل الميلاد. ولأن بلادهم محصورة في شريط ضيق بين مياه البحر والجبال، صار البحر هو الطريق الطبيعي الوحيد المفتوح امامهم وساعدهم وجود غابات الارز فوق الجبال في استخدام اخشابها في صناعة السفن. وصار الفينيقيون من اوائل شعوب العالم التي تجوب البحار وتنقل التجارة ما بين موانئ آسيا وأوروبا وافريقيا حتى أصبحت كلمة «فينيقي» تعني «تاجر» عند معظم الشعوب.
وخرج اول مستعمرين في العالم من المدن الفينيقية وخاصة من صور لبناء مستعمرات لهم في شمال افريقيا والجزر الاغريقية، ويقال انهم وصلوا الى ايرلندا والجزر البريطانية في الشمال. وهكذا تحول الفينيقيون من صيادين للأسماك الى تجار عالميين وبحارة ينقلون التجارة بين الشرق والغرب.
وكانت جبيل هي اقدم مدينة تظهر على الساحل الفينيقي وقد سماها اليونانيون «بيبلوس»، ومن هذا الاسم الذي اشتقت كلمة «بايبل» Bible التي تدل على التوراة والانجيل لدى المسيحيين، بسبب حصول اليونان على ورق البردي المصري المستخدم في الكتابة عن طريقها.
ازدهرت المدينة بنوعٍ خاصٍ في أواخر الألف الثّاني وأوائل الألف الأوّل ق.م، بعد أن سيطرت على الحوض الشرقي للمتوسّط فترة من الزمن. وكان كتاب أسفار العهد القديم، كما كان الشّاعر اليوناني هوميروس، يسمون الفينيقيين "صيدانييّن"، ممّا يدل على قِدَم صيدا في التاريخ الفينيقي وازدهارها وسيطرتها. ويذكر هوميروس في إلياذته الصُّناع والفنّانين الصّيدانيين ويمدحهم ويشير إلى "الثياب المُطرّزة من صُنع الصيدانيات" ويصفها بإعجاب. وفي القرن الثّاني عشر ق.م خسرت صيدون سيادتها فترةً من الزّمن، وذلك بسبب غزو الفلسطو لها وتدميرهم إيّاها. فانتقلت عظمتها إلى صور.
توالى على المدن الفينيقية، بما فيها صيدون، الفاتحون والغزاة. وكان الإحتلال الأجنبي عنيفًا طاغيًا حينًا وضعيفًا لا أثر له حينًا آخر حسب مراحل الإزدهار أو الإنحطاط التي كانت تمرّ بها الدّولة المُحتلّة.
تعاقب على صيدون الحماية أو الإحتلال المصري الذي دام فترةً طويلةً، ثم الآشوريون. وقد ثارت المدينة على العاهل الآشوري أسرحدون حوالى سنة 680-670 ق.م، فجاء هذا الملك الطّاغية ودمّر المدينة وذبح وجهاءها ونفى سكّانها إلى آشور.
وأثناء الإحتلال الفارسي ثارت المدينة أيضًا ضد إرتحششتا الثالث، فأتاها بجيشٍ وحاصرها. ولمّا رأى الصيداويّون أنّ المفاوضة لا تجدي نفعًا فضّلوا الموت على السّبي والأسر. فأغلقوا مدينتهم وأحرقوا جميع مراكبهم وأشعلوا النيران في المدينة واستسلموا للموت حرقًا. ويُقال إنّ أكثر من 40 ألف نسمةٍ هلكوا في هذا الحريق الهائل.
بعد الفرس استسلمت صيدون إلى الإسكندر المقدوني من دون مقاومةٍ، ومن بعده إلى خلفائه. وفي أوائل العهود الرومانية كانت صيدون تُشكّل شبه جمهورية صغيرة، لها حكّامها وقضاتها ومجلس شيوخها.
ونذكر بالمناسبة أنّ القديس بولس عندما رفع دعواه إلى قيصر، سافر إلى روما من مرفأ صيدون. وبالرغم ممّا اعتراها من جمودٍ في هذه القرون، فإنّ هذه المدينة كان ما يزال فيها حركة تجارية لا بأس بها. وفي العهود البيزنطية كانت مركز مطرانية وعاصمة فينيقيّة الساحلية الجنوبية. وفي سنة 667 وقعت صيدون في أيدي العرب، ومنذ ذلك الحين أصبح اسمها صيدا. وأصبحت تابعةً إداريًا لمدينة دمشق عاصمة الأموييّن فيما بعد.
أما الفينيقيون فاطلقوا على الواحد منهم اسم «كنعاني» وعلى بلادهم ارض «كنعان». واطلق الكتاب اليونان اسم فينيقيا بشكل عام على كل المنطقة الساحلية لبلاد الشام الذي يتضمن السواحل الحالية السورية واللبنانية والفلسطينية، الا انهم استعملوا هذا الاسم كذلك للدلالة على الشريط الساحلي اللبناني الضيق ما بين طرابلس الحالية في الشمال والطنطورة «جنوب حيفا» في الجنوب، وكانت أهم المدن الفينيقية جبيل وصيدا وصور.
وينتمي الفينيقيون الى قبائل الاموريين الكنعانية التي جاءت من الجزيرة العربية في اوائل الألف الثالثة قبل الميلاد. ولأن بلادهم محصورة في شريط ضيق بين مياه البحر والجبال، صار البحر هو الطريق الطبيعي الوحيد المفتوح امامهم وساعدهم وجود غابات الارز فوق الجبال في استخدام اخشابها في صناعة السفن. وصار الفينيقيون من اوائل شعوب العالم التي تجوب البحار وتنقل التجارة ما بين موانئ آسيا وأوروبا وافريقيا حتى أصبحت كلمة «فينيقي» تعني «تاجر» عند معظم الشعوب.
وخرج اول مستعمرين في العالم من المدن الفينيقية وخاصة من صور لبناء مستعمرات لهم في شمال افريقيا والجزر الاغريقية، ويقال انهم وصلوا الى ايرلندا والجزر البريطانية في الشمال. وهكذا تحول الفينيقيون من صيادين للأسماك الى تجار عالميين وبحارة ينقلون التجارة بين الشرق والغرب.
وكانت جبيل هي اقدم مدينة تظهر على الساحل الفينيقي وقد سماها اليونانيون «بيبلوس»، ومن هذا الاسم الذي اشتقت كلمة «بايبل» Bible التي تدل على التوراة والانجيل لدى المسيحيين، بسبب حصول اليونان على ورق البردي المصري المستخدم في الكتابة عن طريقها.
ازدهرت المدينة بنوعٍ خاصٍ في أواخر الألف الثّاني وأوائل الألف الأوّل ق.م، بعد أن سيطرت على الحوض الشرقي للمتوسّط فترة من الزمن. وكان كتاب أسفار العهد القديم، كما كان الشّاعر اليوناني هوميروس، يسمون الفينيقيين "صيدانييّن"، ممّا يدل على قِدَم صيدا في التاريخ الفينيقي وازدهارها وسيطرتها. ويذكر هوميروس في إلياذته الصُّناع والفنّانين الصّيدانيين ويمدحهم ويشير إلى "الثياب المُطرّزة من صُنع الصيدانيات" ويصفها بإعجاب. وفي القرن الثّاني عشر ق.م خسرت صيدون سيادتها فترةً من الزّمن، وذلك بسبب غزو الفلسطو لها وتدميرهم إيّاها. فانتقلت عظمتها إلى صور.
توالى على المدن الفينيقية، بما فيها صيدون، الفاتحون والغزاة. وكان الإحتلال الأجنبي عنيفًا طاغيًا حينًا وضعيفًا لا أثر له حينًا آخر حسب مراحل الإزدهار أو الإنحطاط التي كانت تمرّ بها الدّولة المُحتلّة.
تعاقب على صيدون الحماية أو الإحتلال المصري الذي دام فترةً طويلةً، ثم الآشوريون. وقد ثارت المدينة على العاهل الآشوري أسرحدون حوالى سنة 680-670 ق.م، فجاء هذا الملك الطّاغية ودمّر المدينة وذبح وجهاءها ونفى سكّانها إلى آشور.
وأثناء الإحتلال الفارسي ثارت المدينة أيضًا ضد إرتحششتا الثالث، فأتاها بجيشٍ وحاصرها. ولمّا رأى الصيداويّون أنّ المفاوضة لا تجدي نفعًا فضّلوا الموت على السّبي والأسر. فأغلقوا مدينتهم وأحرقوا جميع مراكبهم وأشعلوا النيران في المدينة واستسلموا للموت حرقًا. ويُقال إنّ أكثر من 40 ألف نسمةٍ هلكوا في هذا الحريق الهائل.
بعد الفرس استسلمت صيدون إلى الإسكندر المقدوني من دون مقاومةٍ، ومن بعده إلى خلفائه. وفي أوائل العهود الرومانية كانت صيدون تُشكّل شبه جمهورية صغيرة، لها حكّامها وقضاتها ومجلس شيوخها.
ونذكر بالمناسبة أنّ القديس بولس عندما رفع دعواه إلى قيصر، سافر إلى روما من مرفأ صيدون. وبالرغم ممّا اعتراها من جمودٍ في هذه القرون، فإنّ هذه المدينة كان ما يزال فيها حركة تجارية لا بأس بها. وفي العهود البيزنطية كانت مركز مطرانية وعاصمة فينيقيّة الساحلية الجنوبية. وفي سنة 667 وقعت صيدون في أيدي العرب، ومنذ ذلك الحين أصبح اسمها صيدا. وأصبحت تابعةً إداريًا لمدينة دمشق عاصمة الأموييّن فيما بعد.