مقام الست نفيسة في صيدا

الشيخ عزالدين الكرجيه © البحوث والدراسات الإسلامية


مقام السيدة نفيسة:

يُقال أن السيدة نفيسة، سيدة مغربية ثرية تعود في نسبها إلى آل البيت من الفرع الحسني، أقامت في صيدا، وأوصت أن تُدفن في ضريح أقامته لنفسها في منطقة الدكرمان، عُرفت باسمها فيما بعد وأصبحت المنطقة تُعرف باسم حي الست نفيسة.

لا يوجد داخل المقام لوحة تدل على تاريخ المقام، أو الاسم الكامل للسيدة نفيسة. وللمقام نافذة تُضاء عليها الشموع، حيث تعتقد بعض النسوة أن إضاءة الشموع عند المقام يجعلهن يحبلن بعد طول امتناع.

ويُعتقد كذلك أن السيدة نفيسة هي من آل حمود "الذين قدموا من المغرب من مدينة فاس. ودُفنت في بستان تعود ملكيته إلى آل حمود. فقد ورد في سجلات المحكمة الشرعية في صيدا أن الحاج سليم حمود بن محمد بن حسن بن زين بن علي البيروتي نقيب السادة الأشراف، قد أوقف ثلاثة أرباع البستان الكائن في سقي صيدا، المشتمل على بيت وإيوان مسقوفين بالأخشاب وعلى قبة عقد مُقام لستي نفيسة وذلك سنة 1209هـ/1794م.

وثمة أقوال أخرى تذهب إلى أن الست نفيسة هي زوجة أحد الضباط الفرنسيين أو أرملة أحد الضباط المصريين الذي توفي أثناء حملة ابراهيم باشا على بلاد الشام، ومنهم من ذهب إلى أن نفيسة كانت خادمة عند آل حمود في صيدا، ونظراً لتقواها فقد أُنشئ المقام تخليداً لذكراها..

سقف المقام تعلوه قبة نصف دائرية. ندخل إلى المقام من السور المشاد ثم ننزل أربع درجات لنصل إلى فتحة صغيرة غير مستوية ندخل منها إلى المقام نفسه، الذي يتكون من غرفة مستطيلة بقياس (5,2م × 4م) جدرانها وقبتها مُشادة من الحجر الرملي، ويلفت انتباهنا بروز جذع شجرة زنزلخت من الجدار الغربي مما أدى إلى تشقق هذا الجدار.

الضريح هو بقياس (2,95م × 0,8م) وهو مغطى بالشراشف ومتجه من الشرق إلى الغرب وتعلوه المناديل النسائية المختلفة الألوان وهي عبارة عن نذور مقدمة من الأهالي تبركاً وإيماناً بهذا المقام.

أما الجدار الجنوبي المقابل للضريح فتتخلله نافذة حديدية، يمكن بواسطتها الإطلال على الضريح وإضاءة الشموع ورمي النذور إلى داخل المقام.