مصبنة عودة في صيدا

الشيخ عزالدين الكرجيه © البحوث والدراسات الإسلامية


مصبنة آل عودة:

بنت عائلة حمود هذه المصبنة في القرن السابع عشر، وتملكتها عائلة عودة في القرن التاسع عشر. إذ استمرت في الإنتاج حتى عام 1975 حينها أُقفلت بسبب الحرب. بدأت ورشة الترميم عام 1996 بطلب من السيد ريمون عودة، تحول حينها معمل الصابون إلى "متحف الصابون". اكتمل مشروع الترميم في شهر نيسان 2000 وافتتحته "مؤسسة عودة" رسمياً في شهر تشرين الثاني 2000.

يروي المتحف حكاية الصابون في المنطقة الممتدة من حلب إلى نابلس، كما يُبرز المراحل التي تمر بها عملية التصنيع، فضلاً عن تنوع أشكال الصابون وخصائصه، ويعرض أيضاً نظرة شاملة عن ما كانت تتطلبه الحمَّامات الشعبية لهذا الصابون.

آل عودة:

من مؤسسي مجد هذه العائلة المرحوم سعد عودة الذي اشتهر بالوجاهة والفروسية في كل المنطقة المجاورة لدير ميماس وكان رفيقاً لخليل بك الأسعد وعضو محكمة عندما كان مركز الحكومة في كفركلا. وبمهارته تملّك مزرعة هورة والكثير من الأراضي الصالحة للزراعة. وقد نال لقب آغا نومان سلطاني من الحكومة العثمانية مع رفيقين له هما يوسف آغا المملوك وجبور آغا نمور وكانا الوحيدان اللذان حملا هذا اللقب في ذلك الوقت وكان المرحوم مسعد أيضاً عضواً في مجلس الإدارة في مرجعيون ويلقب بصاحب السيف العريض وكان يحدد الأسعار ويفرضها في الأسواق المختلفة كالعديسة، ومرجعيون، والخربة، وغيرها وكان يضمِّن أعشار جبل عامل بقضائيه صور ومرجعيون والخربة وغيرها .

ومن الأشخاص البارزين أيضاً في هذه العائلة نصر عودة، الذي كانت حياته حياة سياسية حيث أنه عُين وانتخب مراراً عضواً في المحكمة وفي مجلس الإدارة ومستنطقاً (ت 1936م) وكذلك سعيد عودة، الذي اشتهر بالفردة وركوب الخيل مما أدهش الامبراطور غليوم الثاني ولفت نظره.

أما الفرع الذي نزح إلى صيدا فهو ينتمي إلى كبيرهم حنا عودة وذلك بعد سنة 1840م بسبب الأحداث الطائفية في مرجعيون حيث أن صيدا كانت تنعم آنذاك بالهدوء والإستقرار إلى جانب الإزدهار الإقتصادي.

وأحفاد حنا المذكور أسسوا بنك عودة، وسكنوا فور قدومهم إلى صيدا في بناء فخم شيدوه في حي الشارع.