ساحة باب السراي في صيدا

الشيخ عزالدين الكرجيه © البحوث والدراسات الإسلامية


ساحة باب السراي:
 
كانت وما زالت من أكبر ساحات مدينة صيدا القديمة، وفي وسط صيدا القديمة حيث تتقاطع ثلاثة شوارع، ومن الجهة الرابعة حائط خان الإفرنج حيث البوابة الكبيرة. وكانت هذه الساحة أكثر مناطق المدينة ازدحاماً بالمارة، على صغرها، ولذا فإن المنادي أو الدلاّل، كان يبدأ نداءه أو إعلانه منها، ثم يطوف في بقية الأسواق والحارات، كما كانت تُقام فيها الإحتفالات والإجتماعات العامة، وكان يقع في وسطها بركة ذات نافورة، وتحيطها بضعة أشجار من الزلزلخت.

وكان الباعة القادمون من حوران يبسطون في ساحة باب السراي ،حيث كانوا يبيعون غلالهم من حبوب وغيرها في تلك الفسحة على مناصب معدة لهذا الغرض، كما كانت تلك الساحة مركزاً لباعة الصبار والفواكه، وقد أعطى ظلال شجر الأزدرخت (الزنزلخت) والذي كانت تزدان به تلك الساحة، جواً رطباً جميلا في أيام الصيف، ساعد على قيام حركة تجارية نشطة فيها.

وقد ضمٌت هذه الساحة سراي الأمير فخر الدين، ومطبعة العرفان، لصاحبها أحمد عارف الزين، وهي ملك آل النقوزي الآن. كما وفيها جامع المحتسب أو جامع باب السراي، ومكتبة للمطالعة كانت تابعة لجمعية المقاصد الخيرية الإسلامية، وزاوية الكبي الصوفية، وقد زاد من شهرتها الجامع المسمى بإسمها ، لأنه يقع على بعد أمتار من باب سراي آل معن، حيث كانت منازلهم كما عُرف بإسم جامع المحتسب، ومؤسس هذا المسجد هو عمدة الطالبيين في صيدا الذي بُني في أواخر رمضان سنة 598هـ.