الدولة العباسية : المستضيء بأمر الله

الشيخ عزالدين الكرجيه © البحوث والدراسات الإسلامية


ترجمته:

هو أبو محمد الحسن بن المستنجد باللَّه وأمه أم ولد أرمينية تدعى غضة. 
 
بويع بالخلافة بعد وفاة أبيه وكان عادلاً حسن السيرة في الرعية كثير البذل للأموال غير مبالغ في أخذ ما جرت العادة بأخذه وكان الناس معه في أمن عام وإحسان شامل وطمأنينة وسكون لم يروا مثله وكان حليماً قليل المعاقبة على الذنوب محباً للعفو والصفح عن المذنبين. 

فعاش حميداً ومات سعيداً. 

وكانت وفاته ثاني ذي القعدة سنة 575 هـ .

وفي عهده انقرضت الدولة الفاطمية بمصر وظهرت الدولة الأيوبية بهمة مؤسسها المقدام صلاح الدين الأيوبي يوسف بن أيوب الذي ظهر في كنف محمود نور الدين الشهيد وكان ذلك في محرم سنة 567 حيث قطعت خطبة الخليفة العاضد لدين اللَّه واستيفاء ذلك في تاريخ مصر والذي خطب له من العباسيين هو المستضيء باللَّه.

وفي عهده توفي خوارزمشاه أيل أرسلان بن أتسز وملك بعده ابنه سلطانشاه بتدبير أمه ولما علم بذلك أخوه الأكبر علاء الدين تكش جمع العساكر وقصد خوارزم فاستولى عليها واستقل بالملك.

وفي عهده توفي الرجل العظيم ذو القدم الثابتة في فعال الخير وفي جهاد الإفرنج وهو محمود نور الدين بن زنكي وكان قد اتسع ملكه جداً وخطب له بالحرمين وبالمين ومصر وسوريا وقد طبق ذكره الأرض بحسن سيرته وعدله قال ابن الأثير في تاريخه وقد طالعت سير الملوك المتقدمين فلم أر فيها بعد الخلفاء الراشدين وعمر ابن عبد العزيز أحسن من سيرته ولا أكثر تحريا منه للعدل، وله أخبار حسان ألفت فيها الكتب خاصة.