حارة حمود في صيدا

الشيخ عزالدين الكرجيه © البحوث والدراسات الإسلامية


حارة حمود:

كانت هذه الحارة عبارة عن سجن تُديره السلطة اللبنانية في مدينة صيدا القديمة. إذ كان في كل مدينة رئيسية سجن، كان يدعى "حبسخانة". وكان مدير سجن صيدا، سنة 1894م أحمد السن، وفي سنة 1904م كان مديره محمد أفندي. وكانت الدولة تهتم أحياناً بأوضاع السجون، ففي سنة 1895م عند مجئ القائمقام الجديد إلى صيدا، محمود بك اليوسف، كان أول أعماله، بعد الإنتهاء من حفل استقباله، زيارة السجن وتفقد محل التوقيف.

وحارة حمود تكاد لا تُرى وهي شبه معزولة عن باقي حارات صيدا القديمة، ربما لهذا السبب قد ارتأت السلطات اللبنانية بأن تكون سجناً مخافة تعرضها لهجوم من قبل بعض الخارجين عن القانون في تلك الحقبة من الزمن.

عائلة حمود:

من الأُسر الصيداوية العريقة، ويرجًح قدومها من بلاد المغرب في حوالي القرن السادس عشر، ويبدو أنها كانت على قدر كبير من الثراء لذلك فقد امتلكت مساحات واسعة من بساتين صيدا، كما كانت لهم أوقاف كثيرة شملت مختلف أنواع العقارات من مساجد، ومدارس، وخانات، وحمَّامات، ودكاكين، ومخازن، وكان من أشهرها المسجد المعروف بـ "جامع الكيخيا" والمدرسة الخاصة بتحفيظ القرآن الكريم الواقعة في القسم الغربي من المسجد المعروف بـ "جامع البحر" حيث كان ينُفق من أوقاف آل حمود على تلك المدرسة القرآنية. ومن الخانات، الخان الشهير بـ "خان الحمص"، والخان المعروف بـ "خان اليهود". ومن الحمَّامات "الحمَّام الجديد"، و "حمَّام الورد". ومن المخازن "مخزن الملاَّحة"، و "مخزن الصبَّاغ". عدا البساتين الكثيرة.