خلفاء بني العباس في مصر : المستنجد بالله

الشيخ عزالدين الكرجيه © البحوث والدراسات الإسلامية


المستنجد بالله يوسف بن محمد المتوكل على الله 859 - 884 هـ

هو يوسف بن محمد المتوكل على الله، أبو المحاسن، المستنجد بالله، وهو الخليفة الخامس من أبناء المتوكل على الله، ولي أمر الخلافة بعد خلع أخيه القائم بأمر الله.

كان السلطان هو الأشرف اينال إلا أن الاضطرابات قد استمرت عليه طيلة حكمه، وقد توفي عام 865، فقلّد الخليفة من بعده ابنه احمد والذي أخذ لقب "المؤيد"، ولم تمض مدة حتى وثب على المؤيد الأمير خشقدم وخلعه واستبد بالأمر، فقلّده اسم السلطنة في شهر رمضان من العام نفسه، وأخذ لقب الظاهر سيف الدين خشقدم.

استمر السلطان الظاهر خشقدم في السلطنة مدة سبع سنوات وتوفي في شهر ربيع الأول من عام 872، فقلّد الخليفة الأمير "بلباي" الذي أخذ لقب سلفه الظاهر سيف الدين، ولكن لم يلبث سوى شهرين حتى وثب عليه الجند وخلعوه، فقلد الخليفة الأمير "تمربغا" فحمل لقب "الظاهر" أيضاً، وبعد شهرين من تسلّمه السلطنة وثب عليه الجند أيضاً وخلعوه. وأعطيت السلطنة للأمير خير بك مساءً وفي الصباح خلعه الجند. 

ثم تقلدّ السلطنة الأمير "قايتباي" فأخذ لقب الأشرف فاستقر له الأمر مدة تسعة وعشرين عاماً، وأخذ الأمور بحزم فدانت له، ونتيجة الاستقرار الذي عمّ أيامه فقد انصرف إلى انشاء الطرق، والجسور، والمدارس، والمساجد، كما انصرف إلى الشؤون الخارجية فقد أرسل عدة حملات ضد إمارة (ذو القادر) التركمانية التي تقع على أطراف بلاد الشام بين البلاد التي تدين للعثمانيين والبلاد التي تخضع للمماليك فقد أرسل حملة عام 876 ضد (شاه سوار) زعيم هذه الإمارة، كان السلطان العثماني محمد الفاتح يدعم أمير التركمان هذا ويؤيده، واستطاعت هذه الحملة أن تستولي على "عينتاب" و "أضنه" و "طرسوس"، وأن تأسر (شاه سوار) نفسه وحمل إلى القاهرة، وقد شنق على باب زويله عام 877. وكان قائد الحملة الأمير "يشبك"، قد عيّن الأمير "بوداق" أميراً على دولة (ذو القادر) وهو من الذين يعتمد عليه المماليك ويؤيدونه.

وفي عام 877 قاد الأمير يشبك أيضاً حملة ضد الدولة التركمانية الثانية (الشاه البيضاء) التي كان أميرها آنذاك حسن الطويل وكان قد أغار على ضواحي حلب، وقد تمكن الأمير يشبك من احراز النصر في معركة البيرة على نهر الفرات. 

وتوفي الأمير حسن الطويل عام 883، وخلفه ابنه يعقوب أمير الرها.

وفي عام 884 توفي الخليفة المستنجد بالله في الرابع عشر من شهر المحرم، بعد أن أصابه الفالج وبقي مريضاً بسببه مدة شهرين، وخلفه ابن أخيه عبد العزيز بن يعقوب.