حي الدكرمان في صيدا

الشيخ عزالدين الكرجيه © البحوث والدراسات الإسلامية


حي الدكرمان:

التسمية من الكلمة التركية (ديرمان) والتي تُفيد معنى الطحن، لذلك فقد وُجدت المطاحن خارج مدينة صيدا، على ضفاف الأنهار والقنوات المتفرعة منها، حيث أشارت المصادر التاريخية إلى استغلال الماء الجاري في تشغيل تلك الطواحين التي كانت تعمل بالماء كطاقة حركية مفيدة. وكان أشهرها تلك التي كانت تنتشر على الضفة الشمالية لنهر الأولي كالطاحونة المعروفة "بطاحونة الأمير" المشتملة على ثلاثة أحجار مطبقة، و"مطحنة مقيدح" الواقعة في "جل مقيدح" في منطقة "القناية" والتي كانت تدور بفائض استحقاق ماء قناة المدينة وكفايتها، في وقت عدم احتياج بساتين صيدا إلى السقاية في أواخر فصل الخريف وفصل الشتاء، ولذلك فقد كانت تُعرف باسم "النعسانة" وطاحونة "القملة" الواقعة على نهر القملة الشتوي.

ويضم حي الدكرمان 18 حياً هي: الفاخورة، البرغوث، المسلخ، طريق صور القديمة، الميتم، حي أبو ظهر، التعمير، نزلة صيدون، الإسكندراني، السلام، الزهور، البوابة الفوقا، الجرايحي، سهل الصباغ، الست نفيسة، طريق جزين، السكة، القناية.

إن الآثار التي عُثر عليها في ساحة الشهداء من الحقبة الرومانية والهلنستية. وهي عبارة عن مقابر المدينة الرومانية وسورها الهلنستي وطريقها الأساسية، إنها آثار تمتد إلى عمق ستة أمتار وعلى مساحة تفوق الألفي متر.

وعُثر على طريق معبدة بالحجارة البيضاء مصفوفة على أطرافها النواويس المنحوتة من الحجر الكلسي، وأُخرى مصنوعة من الرخام الأبيض والمزخرفة جوانبها.

بالإضافة إلى أعمدة مسطحة على الأرض، وبعض المقابر العائلية تغطي الرسوم جدرانها.

هذا الإكتشاف سيسمح بمعرفة تاريخ صيدا في الفترتين الهلنستية والرومانية. إذ أن صيدا العريقة تاريخياً لا تملك من تاريخها الروماني إلا جزءاً صغيراً. من هنا تأتي أهمية الآثار في ساحة الشهداء الذي يعطي صيدا موقعاً متقدماً على صعيد تاريخ لبنان.