اثار المرفأ في صيدا
المرفأ:
لمدينة صيدا اليوم مرفأ واحد صالح للمراكب الصغيرة المخصصة للصيد، ورصيف لرسو السفن الكبيرة إلى جهة الشمال.
أما صيدون القديمة فكان لها ثلاثة مرافئ هي المرفأ الشمالي، ويقع مكان المرفأ الحالي.
والمرفأ الجنوبي أو المرفأ المصري، ويقع جنوبي المدينة القديمة.
والمرفأ الخارجي، ويقع في الجزيرة (الزيرة) قبالة صيدا.
المرفأ الشمالي: هو الميناء الطبيعي لصيدا وآمن مرفأ من المرافئ الثلاثة يحميه من الجنوب والغرب رصيف من الصخور الطبيعية بُنيت عليها أسوار أو جدران ضخمة لصدّ الأمواج العالية حين يعصف البحر.
ونلاحظ أن هذا المرفأ محميّ بحكم موقعه من الرياح الجنوبية الغربية السائدة في معظم أيام السنة على شاطئ مدينة صيدا وهو محمي أيضاً من الجهة الشرقية برصيف من الصخور، طُمرت اليوم بالتراب، ممتدة من البر حتى القلعة البحرية.
في أيام الحرب زمن فخر الدين، ومن أتى من بعده كان هذا المرفأ يُقفل بواسطة سلسلة من الحديد تمتد على مدخله من الناحية الشرقية الشمالية، فتصبح صيدا في هذا الوضع مؤمنة من الغزو البري، بواسطة أسوارها ومن الغزو البحري، بواسطة المرفأ المقفل.
وهناك ملاحظة يجب الإشارة إليها تدل على عبقرية الصيدونيين البحرية وعلى تضلعهم بهندسة المرافئ وتؤكد أن هذا المرفأ كان معمولاً على أسس فنية مضبوطة.
نجد في المرفأ القديم "وقد تغير وضعه اليوم بالطمر وبإنشاءات أخرى" من أقصى جهته الجنوبية الغربية فتحة كبيرة في سوره الصخري.
هذه الفتحة ليست طبيعية وإنما هي من صنع الإنسان، يدلنا ذلك شكلها المحفور حفراً عامودياً تقريباً، وقبالة هذه الفتحة من جهة المدينة كان يوجد بركة مربعة محفورة في الصخر وكان يُقال لها "بحر الكنان" وهي مطمورة اليوم تحت التراب.
إن تجهيز المرفأ من جهته الجنوبية بهذه التدابير أو الإنشاءات أُعد خصيصاً لخلق تيار أو مجرى، يجري في المرفأ لتنظيفه من الرمال التي ترسب في قاعه من جراء التيارات البحرية المختلفة.
وقد عمد إلى إنشاء نوع من السدود للتحكم بإطلاق هذا المجرى أو توقيفه حسبما تقضي الحاجة.
المرفأ المصري: يقع جنوبي المدينة القديمة، ويقوم وراء رأسين ممتدين في البحر له شكل نصف دائري ويُعرف بالمرفأ المصري إلا أنه معرض للرياح الجنوبية الغربية والشمالية، فتشتد فيه حركة المياه عند أقل تغير في الطقس، لذلك لم يكن له أهمية كبرى.
المرفأ الخارجي: يقع في الجزيرة قبالة الشاطئ الرملي الجميل مكان الإرساء في الجهة الشرقية من الجزيرة. وقد عمد قديماً إلى إقامة سور فوق الصخور الطبيعية من الجهة الجنوبية ليحمي الإرساء من الرياح الغالبة وهي الرياح الجنوبية الغربية.
ولا نزال نرى آثار مرابط السفن المنحوتة في الصخر على ضفة الجزيرة الشرقية. وقد اشتهر هذا المرفأ قديماً باسم "مرفأ الأجانب".