خان الرز في صيدا
خان الرز:
هو صورة مصغرة بالشكل وطراز البناء عن خان الإفرنج، وهو أيضاً من أبنية عهد الأمير فخر الدين المعني الثاني.
كان من أبرز خانات القرن التاسع عشر وهو بناء قديم جار في وقف أحمد كجك باشا العائد ريعه للحرمين الشريفين في مكة المكرمة والمدينة المنورة.
وكان الناظر عليه أعلم العلماء "السيد حسين أفندي المرادي المفتي العام بدمشق الشام حالاً" وكان وكيله في ذلك فخر العلماء والمدرسين السيد محمد أفندي.
مربع الشكل ذو باب معقود، مؤلَّف من طبقتين طبقة علوية مؤلَّفة من عدة غرف وأروقة، أما الطبقة السفلى فتضم العديد من "الأوض" (الغرف) المستخدمة كإسطبلات للدواب ومخازن للتجار، يتوسطه همز (ساحة) مربع الشكل أيضاً، وكان يوجد فيه كالمعتاد بركة ماء.
ومما تجدر الإشارة إلى أن خان الرز هذا، والذي يقع بمحاذاة القيسارية كان الأكثر شهرة، وكان يُعرف في أوائل القرن الثاني عشر الهجري باسم خان "رزئاني".
وفي حدود سنة 1233هـ/1818م، اندثرت معالمه ومحاسنه، وأصابه الخراب آنذاك، فقد تهدمت أروقته وسقطت الأحجار من عقوده وانهدم السلم الواصل بين طبقتيه السفلى والعليا، وتصدع العديد من غرفه ومخازنه وبات ينتظر من ينقذه من مصيره المحتوم، وفي تلك الفترة الزمنية قامت خديجة بنت حسن آغا المهتار باستئجاره لمدة طويلة، فأعادت بناءه ورممته وأعادت الماء فيه جارياً بعد وضع "قساطل" حديد لجر المياه إلى بركته، وأقامت عمها السيد باكير آغا المهتار شقيق والدها، وكيلاً عنها بمعاطاة مصالح الخان، من عمارة وترميم وإيجار واستئجار وقبض وصرف وغير ذلك، وقد بلغت تكاليف إعادة بنائه وترميمه آنذاك، مبلغاً قدره سبعة عشر ألف قرش، وبقي الخان طيلة الحقبة في عهدتها، تتصرف فيه تصرف المالك في أملاكه.
وعُرف هذا الخان بخان الرز، لأنه كان يُستعمل لتخزين الأرز المجلوب من دمياط بمصر، وكان ينزل فيه أيضاً خلال الحقبة، الأرناؤوط (الألبان) ودوابهم.