جامع ابي نخلة في صيدا

الشيخ عزالدين الكرجيه © البحوث والدراسات الإسلامية


جامع أبي نخلة:

الشائع عن هذا الجامع أنه يُنسب إلى الإمام محمد بن الحنفية ابن الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه، ويُقال أنه مدفون في الغرفة الشرقية من الجامع.

لكن هذا المسجد – في الأساس – كان زاوية صوفية لأتباع الطريقة العبيدية، وفي هذه الزاوية كانت تُقام الصلوات الخمس، لكن المسجد لا يحتوي على منبر وهذا يرجح أحد أمرين.

الأول: إما أن صلاة الجمعة لم تكن تُقام فيه.

الثاني: أو أن صغر حجم المسجد، لم يكن يسمح بوجود منبر.

تعلو المسجد مئذنة قليلة الارتفاع لكنها جميلة الشكل، تُشبه إلى حد بعيد في هندستها الجميلة البديعة المآذن المغربية.

أقسام المسجد:

يتألف المسجد من الأقسام التالية:

حرم المسجد والذي لا تزيد مساحته على أربعين متراً مربعاً.

مدخل المسجد: للمسجد مدخلان:

مدخل غربي من الشارع العام في حي السبيل.

مدخل شمالي صغير من زاروب يُعرف باسم زاروب أبي نخلة، وفي هذا الزاروب كان يجلس الفقراء ظهر كل يوم خميس، ويقدم لهم الموسرون من أبناء صيدا الطعام، وكان ذلك الطعام يُعرف باسم "السماط".

الإصلاحات:

رمِّم المسجد ثلاث مرات:

عام 1199هـ/1784م كما يبدو من اللوحة المنقوشة فوق مدخل المقام.

عام 1960، بعد الزلزال، حيث قامت دائرة الأوقاف الإسلامية في صيدا بإجراء الترميمات اللازمة للمسجد وللمقام، من جراء التصدع الذي حدث في البناء.

عام 1982، حين قامت مجموعة من الشباب في مدينة صيدا بتشكيل لجنة جامع أبي النخل وجددت البناء وافتتحته للصلاة بعد أن أُغلق زمناً طويلاً، ويخصص هذا المسجد كل يوم جمعة درساً للنساء.

الصفات المعمارية للبناء:

إن بساطة هذا البناء تظهر للعيان، كما يمكننا التكهن بمراحل بنائه:

فهناك المقام (مقام أبي نخلة)، ثم غرفة الحرم المربعة والمقببة، ثم الغرفة المكملة لها حيث المحراب، ثم المئذنة، فمن الواضح أن هذه الأقسام تم بناؤها على فترات متتالية دون أن تؤلف بناءً متكاملاً في الأصل، فالمقام هو كناية عن غرفة صغيرة مقببة، تتصل بالحرم الأساسي للجامع المميز بضخامة ركائزه الأربعة وقبته الرئيسية.

وهذه الأبنية الدينية المقببة عُرفت منذ العهد العثماني حيث استعمل الحجر الرملي الصلب في البناء وأخذ تسقيف الحرم يتم بواسطة قباب بدلاً من استعمال الخشب.

أما المئذنة، فالجزء السفلي منها المبني من درجات من الحجر الرملي القاسي هو من مخلفات العهد العثماني أو قد يكون تم بناؤه كبرج لحماية خان الافرنج في فترة سابقة للحكم العثماني.