اثار القياعة في صيدا

الشيخ عزالدين الكرجيه © البحوث والدراسات الإسلامية


آثار القياعة:
 
وفي سنة 1887 استخرج حمدي بك مدير المتحف العثماني عدة نواويس ثمينة جداً من محلة قياعة وقد عثر عليها صدفة، منها اربعة نواويس يونانية من الرخام البديع الغالي الثمن اصطنعها أحذق صناع اليوانا فبلغوا في نحتها ونقوشها غاية الجمال والتقان وقد نقلت إلى متحف الآستانة.

وأول هذه النواويس ناووس المرزبان لأن صوره منقوسة على جوانبه تمثل مرزباناً.

والثاني هو الليقي نسبة إلى هندسة أهل ليقيا.

والثالث ناووس الباكيات دعي كذلك لما نقش على جوانبه من النساء النائحات وعددهن ثماني عشرة يمثلن الحزن في هيآته المختلفة.

والرابع ناووس الاسكندر من أبهى وأجمل النواويس اليونانية وسمي كذلك لأنه نقش على
جوانبه مآثر الاسكندر وحربه مع الفرس وانتصاره على دارا.


واستخرج حمدي بك من نفس المحلة وفي نفس السنة ناووسين ملكيين ثمينين أحدهما لتبنيت ملك صيدا ابن اشمنعزر الأول وقد حفر عليه الكتابة التالية: " أنا تبنيت كاهن عشترت وملك صيدون مضطجع في هذا القبر إياك أن تفتح قبري هذا إذ ليس فيه ذهب ولا فضة ولا كنوز وعسى من ينتهك قبري ولا يجد له ذرية تحت الشمس ولا راحة في قبر..."

والناووس الثاني يشبه الناووس الأول شكلاً ولكن لا كتابة عليه ويرجح أنه ناووس الملكة عمعشترت أخت تبنيت وزوجته وقد وجد في ناووس الملك تبنيت تاج الملك وهو من الذهب الخالص وقلائد ذهبية وأساور ذات أحجار كريمة وخلاخل ودمالج وأقراط أنيقة الصنع بديعة الشكل.

والجدير بالذكر أن النواويس الملوكية الثلاثة التي اكتشفت في صيدا وهي على الشكل المصري ومن الحجر الأسود القاسي ويظهر أن الفينيقيين ابتاعوها من مصر وأفرغوها من جثتها الأصلية ومحو كتابتها الهيروغليفية ثم وضعوا فيها جثث ملوكهم ونقشوا عليها الكتابة الفينيقية التي ذكرناها.