الجامع العمري الكبير في صيدا
المساجد الأثرية في صيدا:
شيدت المساجد داخل صيدا القديمة عند تقاطع الأزقة والدروب، بحيث تفضي هذه الطرق في معظمها إلى المسجد، الذي كان منتدى المسلمين في صيدا، وكان يلف كل مسجد حديقة وارفة الظلال يجلس فيها الناس بعد الانتهاء من اعمالهم يتسامرون، فاذا حان وقت الصلاة أدّوها في وقتها، فالمقاهي لم تكن موجودة في المدن الاسلامية، أما كيف وجدت وانتشرت هذه المقاهي في المدن الإسلامية وخاصة مدينة صيدا، حيث لا يخلو منها شارع من شوارعها القديمة، وهذه الظاهرة بحاجة إلى دراسة، والغريب أن هذه المقاهي ملاصقة تماماً للمسجد.
والملفت للنظر أن هذه المساجد مقامة على ثلاث خطوط مستقيمة من أقصى الجنوب إلى أقصى الشمال من المدينة، فالمسجد العمري الكبير، ومسجد قطيش، ومسجد الكيخيا، ومسجد أبي نخله على خط مستقيم واحد، يوازيه على خط آخر مسجد بطاح ومسجد باب السراي ومسجد البحر، يوازيه على خط مستقيم آخر خارج أسوار المدينة مسجد المجذوب، المسجد البراني، ومسجد القلعة البرية يقع في قلعة البحر.
الجامع العمري الكبير في صيدا:
وفيه:
والملفت للنظر أن هذه المساجد مقامة على ثلاث خطوط مستقيمة من أقصى الجنوب إلى أقصى الشمال من المدينة، فالمسجد العمري الكبير، ومسجد قطيش، ومسجد الكيخيا، ومسجد أبي نخله على خط مستقيم واحد، يوازيه على خط آخر مسجد بطاح ومسجد باب السراي ومسجد البحر، يوازيه على خط مستقيم آخر خارج أسوار المدينة مسجد المجذوب، المسجد البراني، ومسجد القلعة البرية يقع في قلعة البحر.
الجامع العمري الكبير في صيدا:
وفيه:
موقع المسجد:
يقع الجامع العمري الكبير في مدينة صيدا على تلة مرتفعة تطل على البحر من الجهة الغربية للمدينة القديمة، إلى الشمال من مدرسة المقاصد الخيرية الإسلامية بالقرب من الحمام المعروف باسم (حمام الورد).
وللمسجد مدخلان، الأول من الجهة الشرقية ينفذ إليه من خلال ممر متصل بشارع يعرف باسم شارع ضهر المير (الأمير) بين مبان لمدرسة المقاصد في الجهة الجنوبية، وأخرى سكنية في الجهة الشمالية من الممر. أما المدخل الآخر وهو المدخل القديم فيقع في المواجهة الشمالية للمبنى بالارتداد شرق الرواق الشمالي المطل على الصحن ويؤدي إلى ساحة يطلق عليها حارة الجامع.
الأصول التاريخية لمبنى المسجد:
تذكر المصادر الغربية، وكتب الرحالة الغربيين أن بناء المسجد العمري الكبير يعود إلى العهد الصليبي، ويشير منير خوري في كتابه صيدا عبر حقب التاريخ أن المسجد العمري بناه فرسان القديس يوحنا عام 1260 ميلادية، تكريماً لشفيعهم. كما يشير الرحالة كونده إلى بناء المسجد العمري، فيقول: أذن بارونات صيدا في سنة 1260 لمنظمة فرسان القديس حنا الاستبارية ببيت المقدس أن يقيموا بيتاً للإسبتارية على الصخور المطلة على الجانب الغربي من ساحل صيدا.
نقل جميع الدارسين الذين كتبوا عن المسجد العمري الكبير عن المصادر الغربية، فأرجعوا تاريخ بناء الجامع العمري الكبير إلى العهد الصليبي، وأنه كان في الأصل كنيسة ثم حول المسلمون الكنيسة إلى المسجد.
لكن من المستبعد أن يكون المسجد العمري الكبير قد بنى في العهد الصليبي، أو أنه بنى ليكون كنيسة للمعطيات التالية:
أ- تذكر المصادر الغربية أن بناء المسجد يعود إلى عام 1260، بينما يذكر المقريزي أن المسلمين انتزعوا صيدا من الفرنج سنة 647هـ/1250م بعد حصار وقتال وتم ذلك في 25 ربيع الآخر سنة 647هـ. وتولاها من قبل الملك الناصر صلاح الدين صاحب حلب ودمشق سعد الدين بن نزار.
فصيدا منذ عام 1250م كما يذكر المقريزي عادت إلى السيطرة الإسلامية، ولم تعد خاضعة للصليبيين .
ب- الدراسة التي وضعها الدكتور صالح لمعي مصطفى استاذ التراث الحضاري الإسلامي وخلص فيها إلى النتيجة التالية: أما القول بأن حرم الجامع هو مبنى الكنيسة السابق ،فلا يمكن تأييده لاختلاف مسقط الصالة عن كنائس فترة العمارة القوطية المبكرة، وكذلك عن عمارة عصر الرومانسك المتأخر سواء في المقسط الاشعاعي، أو المتدرج، اضافة إلى عدم وجود حنية المذبح أو تحديد مكان الخورس.
ج- بالنسبة لبناء الكنائس، فإن حائط الكنيسة الشرقي يكون مغلقاً دون نوافذ، وإن كان لا بد من نوافذ، فتكون تلك النوافذ داخلية، وبشكل مستطيل لتوضع عليها التماثيل وصور القديسين، بينما في أعلى الحائط الشرقي من حرم المسجد نافذة دائرية الشكل.
إن المسجد العمري الكبير كان قائماً قبل دخول الصليبيين إلى صيدا، والأدلة على ذلك هي:
أ- لقد زار الرحالة ناصر خسرو مدينة صيدا عام 437هـ /1047م. أي قبل بدء الحروب الصليبية بحوالي نصف قرن، وتحدث عن مسجد صيدا، فأين كان هذا المسجد، إذا صحت الرويات الغربية التي تعيد بناء الجامع العمري الكبير إلى عام 1260م.
ب- من خلال دراسة تاريخ بناء المساجد في مدينة صيدا ومن خلال اللوحات المنقوشة في المساجد، والتي تؤرخ لبناء كل مسجد، أن أقدم مسجد في صيدا يعود تاريخ بنائه إلى عام 598هـ/1208م وهو تاريخ بناء مسجد باب السراي ،وبعد ذلك التاريخ نشطت حركة بناء المساجد في مدينة صيدا، ولقد افتتح المسلمون صيدا عام 15 هـ. فخلال هذه الفترة الطويلة التي تزيد على الخمسة قرون في أي مسجد كان المسلمون يقيمون شعائرهم الدينية.
كان المسجد العمري الكبيرفي الأصل معبداً لمدينة صيدا منذ القدم، وقد بني ليكون معبداً للشمس، ويؤكد صحة ذلك النافذة الدائرية الشكل في أعلى الحائط الشرقي من حرم المسجد والتي تسمح لنور الشمس أن يغمر القاعة. وبذلك المسجد العمري الكبير كان معبداً للشمس، ثم تحول إلى كنيسة في عهد البيزنطيين، ثم حول إلى مسجد بعد الفتح الاسلامي لمدينة صيدا، وأطلق عليه اسم الجامع العمري الكبير نسبة إلى الخليفة عمر بن الخطاب الذي كان خليفة المسلمين في ذلك العهد ،وانه يملك كتاباً تاريخياً في ذلك.
لكن ورد في ذكر مسافر عام 1831، أن بيت العبادة الكنعاني والذي حوله المسيحيون إلى كنيسة كان يقع قريباً من الباب الشرقي لصيدا القديمة،وهذه الكنيسة تحولت إلى مسجد والمسجد العمري الكبير يقع بالقرب من باب صيدا الشرقي الذي يعرف بباب عكا.
وبذلك فإن المسجد الكبير كان المعبد الكنعاني في صيدا .وكانت عبادة الشمس رائجة في ذلك العهد، خاصة في عهد النبي سليمان عليه السلام فقد جاء في سورة النمل ان الهدهد أخبر النبي سليمان عليه السلام أن السيدة بلقيس وقومها كانوا يعبدون الشمس حيث قال الله تعالى: وجدتها وقومها يسجدون للشمس من دون الله.
وكان كل فاتح لمدينة صيدا يحول ذلك المعبد الكنعاني، إلى معبد يتوافق مع معتقده، بعد أن يجري عليه الاصلاحات اللازمة.
وعندما دخل الإسلام إلى مدينة صيدا، حول المعبد الذي كان كنيسة إلى مسجد بعد أن أجريت عليه بعد التغييرات المناسبة ليكون المسجد الجامع في مدينة صيدا، وعندما دخل الصليبيون مدينة صيدا اتخذوا من هذا المسجد حصنا لهم، وأقاموا فيه غرفة للاقامة، وصالة للأكل وكنيسة صغيرة، وأسطبلاً للخيول وأماكن للخدمة، بعد أن أجروا بعض التوسيعات وزادوا على بنائه، واجروا بعض التغييرات الداخلية لإقامة الكنيسة، ولبناء غرف الإقامة، وقد عاد البناء مسجداً في أواخر العهد الأيوبي، بعد ان حرروا صيدا من الصليبيين.
المعالم التاريخية في المسجد:
اللوحات التاريخية:
يضم المسجد العمري الكبير في أروقته وداخل حرمه وعلى أبواب مداخله لوحات هامة تؤرخ المراحل المختلفة التي أعيد فيها ترميم المسجد عبر حقب التاريخ، وهذه اللوحات رخامية بديعة المنظر.
أقدم لوحة تاريخية:
إن أقدم لوحة تاريخية موجودة في المسجد العمري الكبير هي تلك اللوحة التي تؤرخ الإنتصار العظيم للمسلمين وتحرير صيدا من حكم الصليبيين عام 1291م. وذلك في زمن صلاح الدين الأيوبي، وبفضل هذا الإنتصار أعيد هذا المبنى ليكون مسجداً يذكر فيه اسم الله ولإقامة الشعائر الإسلامية. وقد تضمنت تلك اللوحة الرخامية شعاراً جاء فيه: لا إله إلا الله الأحد القهّار، وتحت هذا الشعار الآية الكريمة من القرآن: الله الرحمن الرحيم, إنما يعمر مساجد الله من أمن بالله واليوم الآخر وأقام الصلاة وآتى الزكاة ولم يخش إلا الله, فعسى أولئك أن يكونوا من المهتدين.
وقد وضعت هذه اللوحة فوق عقد حجري جميل يزين الرواق الغربي للمسجد والذي يطل على صحنه البديع الفسيح.
وفي داخل الحرم توجد لوحتان رخاميتان أيضاً، الأولى نقش عليها إسم الجلالة (الله) وموجودة فوق المحراب الواقع على يمين المنبر الرخامي, والثانية نقش عليها الآية الكرمة (كلما عليها زكريا المحراب) موجودة فوق المحراب الواقع غلى يسار المنبر المذكور.
أما اللوحات الباقية فهي تظهر التواريخ الهامة لمختلف المراحل التي رمم فيها المسجد بالإضافة إلى الإصلاحات والتوسعات عبر حقب التاريخ.
أقسام المسجد :
يبلغ طول حرم المسجد العمري الكبير المستند على ركائز قوية حوالي 30 متراً وعلوه حوالي عشرة امتار، وعرضه حوالي الثمانية أمتار، ينتصب في وسطه منبر من الرخام،هو آية في الجمال، كما أن سماكة جدرانه التي تزيد على المتر تقريباً والمؤلفة من الحجارة الرملية الضخمة تجعله بارداً في الصيف ودافئاً في الشتاء، كما أن اختلاف احجام الحجارة في البناء تدل على أن التغييرات والزيادات التي طرأت على المسجد متعددة وترجع إلى عصور مختلفة.
أضيفت على المساجد توسعات جعلته من أكبر مساجد لبنان، كما أنه من أجملها وأبدعها.
يتألف المسجد من أربعة أقسام:
1- الحرم وله ثلاثة أبواب ضخمة من الخشب تفضي إلى البهو، وينتصب وسط الحرم منبر رخامي، وإلى يمين المنبر محراب نقش فوقه اسم الجلالة الله وإلى يسار المنبر محراب آخر نقشت فوقه الآية الكريمة: كلها دخل عليها زكريا المحراب.
2- بهو المسجد وتبلغ مساحته حوالي ضعفي مساحة الحرم وتعلوه ثلاث قباب تبدو عليها مظاهر العمارة العثمانية في استعمال القباب الدائرية المحمولة على مثلثات كروية في الأركان والقبوات المتقاطعة وطريقة تشكيل الأبواب، إضافة إلى المئذنة ذات الجسم الأوسط المستدير الذي ينتهي بشرفة دائرية محمولة على جسم سفلي مربع، ونهاية علوية بشكل مخروط ،كل هذا شاع في العمارة العثمانية بشكل عام. ويظهر في وسط البهو محراب صغير .
3- صحن المسجد وتبلغ مساحته مساحة البهو تقريباً وكان يتوسط هذا الصحن بركة دافقة مياهها عذبة رائقة، وفي وسطها فسقية عليها قبة عظيمة البنيان، وفي خارجه صفة صغيرة محكمة الأركان، وهي مشرفة على البحر العظيم،وفيها بئر ماء فيه بعض ملوحه لكنه شفاء للجسم السقيم.
4- مدخل المسجد :للمسجد مدخلان:
أ-المدخل الشمالي: وهو المدخل الأساسي للجامع ويفضي مباشرة إلى صحن الجامع، ويبدو صحن المسجد من المدخل الشمالي وقد أحاطت به القناطر من جميع الجهات، أشبه بساحة الجامع الأموي في دمشق، لكن على صورة مصغرة.
ب-المدخل الشرقي: استحدث المدخل الشرقي على بناء الجامع من الحديقة التي كانت تحيط بالجامع من الشرق والجنوب، وقد اقتطع قسم من الحديقة وألحق بكلية المقاصد الخيرية الإسلامية، لتقيم على هذا القسم الجناح الشمالي من الكلية. وكان هناك باب صغير يصل الجامع بكلية المقاصد يدخل من خلاله طلاب الكليه لأداء فريضة الصلاة، إلا أن هذا الباب سد منذ سنوات. ويمتاز المدخل الشرقي أنه يمتد على طول الحديقة التي كانت قائمة، ويبلغ طول هذا المدخل حوالي الخمسين متراً ويزيد عرضه على الستة أمتار.
كان يعلق على باب المنبر سيف يحمله الخطيب عندما يصعد المنبر ليخطب لكن هذه العادة ألغيت بعد وفاة امام وخطيب المسجد الشيخ جلال الدين عام 1947. كما لايزال يرتفع عن يمين وشمال المنبر علم الطرق الصوفية بلونه الأخضر، وقد خط على كل من العلمين بسم الله الرحمن الرحيم، لا اله إلا الله محمد رسول الله، نصر من الله وفتح قريب.
الاصلاحات والتوسعات:
تعرض المسجد في العصر الحديث إلى اصلاحات وتوسعات كثيرة منها:
1- في عهد السلطان عبد المجيد خان عام 1265هـ الذي أجرى بعض الترميمات وأجرى بعض التوسعات على بهو الجامع بعد أن تعرض المسجد إلى بعض الأضرار من جراء الأنواء البحرية الشديدة في عام 1235 هـ \ 1820م. كما يرجح أن يكون قد تعرّض إلى بعض الإصابات نتيجة للضرب الذي تعرضت له المدينة من الأسطول الانجليزي والنمساوي عام 1840م.
وقد أرَّخ لهذه الإصلاحات الشيخ يوسف الأسير (1230هـ/1307) (1815-1890م) بأبيات شعرية نُقشت فوق باب الحرم الأوسط وهي:
لله مسجدنا المشهود بالعمري
مشهوداً بأنواره يزهو على الدهر
يا جامعاً نوادٍ ومنتزهاً
ومعيداً مبعد الغم والكدر
ذو المجد والجد والجدوى مجدده
عبد المجيد عليك البدو والحضرِ
من آل عثمان زاد الله دولته
نصراً وزاد له ذو العرش في العمرِ
وقال يوسف في شطر يؤرخه
سعداً لجامعنا المشهود بالعمري
2- في عهد السلطان عبد العزيز، جرت إصلاحات أقامتها خوشيار هانم والدة خديوي مصر اسماعيل باشا في عام 1278هـ/1870م ويبدو أن المسجد قد تعرض للتصدع نتيجة الأنواء البحرية، فرُمم وأرخ لذلك الترميم على المدخل الرئيسي للمسجد، وجاء في اللوحة المنقوشة فوق الباب الشمالي للمسجد:
إن مسجد الفاروق أعظم بهجة
بمن أخلصت لله في السر والنجوى
فاعني بها أم الخديوي من به
قد استمسك الإسلام بالسبب الأقوى
وأمه خير الرسل زاد افتخاراً
وقالت به غرّاً ونضراً كما تهوى
ومصر تبارت في وجود عزيزها
وفي.............. المأوى
هو الشهم اسماعيل ذو الفضل والعلى
هو النعمة الكبرى والغاية القصوى
بدولته أقامت شعائر مسجد مسجد
له أرخوا قد أسسه على التقوى
3- في عهد السلطان عبد الحميد خان عام 1312هـ/1893م. بعد أن طغى البحر على القسم الغربي من المسجد، وتصدع ذلك القسم، ولا تزال آثار هذا التصدع ظاهرة في حرم المسجد، من خلال الفروقات في حجارة الحرم. وكانت الدولة العثمانية بسبب الأوضاع التي تمر بها قد تلكأت في ترميم المسجد، فقام المطران حجار مطران الروم الكاثوليك في صيدا بالذهاب إلى إسلام بول مركز الإسلام اسطنبول، ليطلب من السلطان عبد الحميد اعادة بناء المسجد، وقد لقي المطران حجار كل ترحيب في عاصمة الخلافة الإسلامية وحادث السلطان في شأن المسجد، وفي شأن بناء كنيسة الروم الكاثوليك في صيدا في منطقة الشاكرية. فتبرعت الدولة العثمانية ب 300ليرة ذهبية لاعادة بناء القسم الغربي من المسجد، وب 300 ليرة ذهبية لبناء الكنيسة فعاد المطران إلى صيدا، واشترى الأرض في منطقة الشاكرية من آل القطب لبناء كنيسة الروم الكاثوليك، واعيد بناء القسم الغربي من المسجد.
وقد نقش فوق باب الحرم الشرقي عبارة تدل على هذا التجديد، جاء فيها:
جدد هذا الجامع الشريف حضرة مولانا أمير المؤمنين السلطان الغازي عبد الحميد خان بن السلطان الغازي عبد المجيد خان 1312هـ.
4-عام 1975، حين قامت دائرة الأوقاف الإسلامية في صيدا بالتعاون مع وزارة السياحة بقشر الورقة الترابية من الحجر الرملي، وأزالت بركة الوضوء التي كانت تقوم في الطرف الشمالي الغربي من المسجد، والتي كانت تمتاز ببرودة مياهها أيام الصيف، كما أزيلت الغرفة الشرقية التي كانت عند مدخل المسجد الشرقي، والتي كانت مخصصة لاستقبال الضيوف، وكان مفتي صيدا يستقبل فيها المهنئين في المناسبات الإسلامية، وألحق كل ذلك بالمسجد فاتسعت مساحة بهو المسجد، وشيد مكان الوضوء خارج المسجد من ناحية الشمال واتبع بالمسجد.
وفي العام 1979م. انتهت عمال الترميم في هذا المسجد حيث افتتحه مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ حسن خالد.
5-في حزيران عام 1982 تهدمت أجزاء كثيرة من المسجد خاصة الحرم من جراء قصف الطيران الاسرائيلي للمسجد، فقد تعرض المسجد العمري لأعنف تدمير في تاريخه، إذ قامت الطائرات الإسرائيلية بقصف المسجد وإلقاء الصواريخ الضخمة عليه بغية إزالة هذا الصرح الإسلامي الهام من الوجود، كا قام خبراء جيش العدو بتفجير أحد الصواريخ غير المنفجرة في صرحه مما زاد تصدعه وتدميره.
وقد ولدت فكرة إعادة بناء وترميم المسجد العمري الكبير، في وقت كانت فيه الإمكانيات ضحلة وضئيلة في ظل الدمار الذي خلفه الغزو الصهيوني عام 1982 للبنان. فقد أوعز بهاء الدين الحريري إلى ولده السيد رفيق الحريري بضرورة إعادة بناء وترميم المسجد، لما لهذا المسجد من أهمية تاريخية ودور بارز، على مختلف الصعد الدينية والإجتماعية والثقافية والسياسية والتاريخية. وبالفعل فقد بادر الرئيس رفيق الحريري، بترتيب الإجراءات العملية والكفيلة بإنقاذ هذا المسجد، حيث بدأ الدكتور مصطفى صالح لمعي مهمة الاستشاري المشرف على عملية الترميم، وبوضع دراسة ميدانية، بعد موافقة الرئيس رفيق الحريري على المشروع التحضيري المقدم من الدكتور مصطفى صالح لمعي وتمثل ذلك في توجيه كتاب خطي إلى المديرية العامة للآثار بتاريخ 3/3/1983 والذي أعلن فيه عن رغبته بإعادة ترميم الجامع العمري الكبير على نفقته الخاصة.
تولت المؤسسة الإسلامية للتعليم العالي في صيدا، إعادة ترميم المسجد بالتعاون مع شركة أوجيه لبنان.
أوقاف المسجد:
يضم مقسماً مفروزاً من بستان الدهيري، استأجره محمد القطب من الحرمة حنيفة بنت أبي ذيب نحولي. عليه حكر للوقف: 70 مصرية. وهذا الوقف منذ العام 1254هـ/1838م.
دكاناً بالقرب من جامع بطاح، غربي قهوة الجوهري منذ العام 1276هـ/1860م.