الدولة العباسية : سقوط الدولة العباسية

الشيخ عزالدين الكرجيه © البحوث والدراسات الإسلامية


الولايات الإسلامية عند سقوط الدولة العباسية:

(1) كانت بغرناطة من البلاد الأندلسية دولة بني نصر والقائم بالأمر منها مؤسسها محمد الغالب باللَّه بن نصر (629-671) .

(2) بشمال إفريقية دولة الموحدين والقائم بالأمر منهم أبو حفص عمر المرتضى بن إسحاق بن يعقوب يوسف بن عبد المؤمن (646-665). 

(3) وبالجزائر الدولة الزيانية والقائم بالأمر منهم بغمواسن بن زيان مؤسس الدولة ( 633-681).

(4) وبتونس الدولة الحفصية والقائم بالأمر منهم أبو عبد اللَّه محمد المستنصر باللَّه أي زكريا يحيى بن عبد الواحد بن أبي حفص (647-675).

(5) وبمراكش الدولة المرينية والقائم بالأمر منهم أبو يوسف يعقوب بن عبد الحق .

(6) وبمصر دولة المماليك البحرية والقائم بالأمر منهم المنصور نور الدين علي بن المعز عز الدين أيبك (655-658).

(7) وباليمن الدولة الرسولية والقائم بالأمر منهم المظفر بن يوسف بن المنصور عمر بن علي بن رسول (647-675).

(8) وبصنعاء من أئمة الزيدية المتوكل شمس الدين أحمد (656-680) .

(9) وبالروم من السلاجقة ركن الدين قليج أرسلان الرابع (655-666) .

(10) وبماردين من الدولة الأرتقية نجم الدين غازي السعيد (637-658) .

(11) وبفارس من الأتابكية السلغرية أبو بكر بن سعد بن زنكي بن مودود (633-658) .

(12) وبلورستان من الأتابكية الهزار سبية دكلا بن هزار سب (650-657). 

(13) وبكرمان من دولة قتلغ خان قتلغ خاتون (655-681). 


إجمال القول في الدولة العباسية:

تولى العباسيون الخلافة الإسلامية سنة 132 حيث بويع لأولهم أبي العباس عبد اللَّه السفاح بالكوفة واستمرت خلافتهم إلى سنة 656 حيث سقط عبد اللَّه المستصم قتيلاً بين يدي هولاكو خان المغولي في أعقاب جنكيز خان موحد التتر الخارج بهم إلى بلاد الإسلام. 

جاءت الرايات السود من المشرق فأقعدت بني العباس على عشر بني أمية وجاءت رايات التتر من المشرق فثلت عرشهم من بغداد زهرة المشرق وجنة الدنيا فمن الشرق أشرق كوكب سعدهم ومن الشرق ظهر نجم نحسهم استمرت خلافتهم 524 سنة استخلف فيها منهم 37 خليفة فمتوسط ملك الخليفة منهم نحو 14 سنة وأكبر مدة قام فيها خليفة عباسي 46 سنة وأقلها سنة فما دونها.

مكثت الدولة العباسية 100 سنة لخلفائها الكلمة العليا والسيادة التامة على جميع العالم الإسلامي ما عدا بلاد الأندلس يقولون فيسمع لهم ويأمرون فيأتمر الناس ولا يجسر أحد على مخالفتهم والوقوف في وجه جنودهم إلا منافسيهم في القرب من رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم وهم بنو عمهم من آل أبي طالب وبعض الخوارج الذين كانت تخبو نارهم حيناً وتلمع ثم تجيء القوة العباسية الهائلة على ذلك بسرعة.

وقام في هذا العصر الباهر من العباسيين ثمانية خلفاء وهم السفاح والمنصور والمهدي والرشيد والأمين والمأمون والمعتصم والواثق متوسط خلافة الواحد منهم اثنتا عشرة سنة ونصف وينتهي هذا الدور بوفاة الواثق سنة 232.

ثم جاء بعد ذلك قرن آخر من 232 إلى 234 أخذت الدولة فيه في النزول شيئاً فشيئاً وضعف تلك المكانة التي كانت لهم في نفس الأمم الإسلامية واجترأ الأمراء بالأطراف على الاستقلال وصار أمر العباسيين يضمحل حتى لم يبق بيدهم إلا العراق وفارس الأهواز وهذه مملوءة بالاضطراب والفتن وآل الأمر إلى أن يتولى بغداد مملوك تركي أو ديلمي يطلق عليه أمير الأمراء له النفوذ التام والسلطان المطلق والولاية العامة وليس للخلافة من الأمر شيء.

قام في هذا العصر اثنا عشر خليفة. وهم المتوكل والمنتصر والمستعين والمعتز والمهدي والمعتمد والمعتضد والمكتفي والمقتدر والقاهر والمتقي والمستكفي الذي ملك بنو بويه في آخر عهده ومتوسط خلافة الواحد منهم ثماني سنوات ونصف ولم يمت منهم موتاً هادئاً إلا أربعة والباقون خرجوا من الخلافة بين قتيل ومخلوع، وكان استيلاء بني بويه على بغداد سنة 334.

جاء بعد ذلك دور ثالث من 334 إلى 447 ليس للخليفة فيه إلا اسم الخلافة والسلطان الفعلي لأمة فارسية هي الأمة الديلمية التي يمثلها السلطان من بين بويه يقيم ببغداد فصار الخليفة كأنه موظف لهم يتناول منهم ما يقوم بأوده وليس له تصرف ولا نفوذ يؤمر فيأتمر ويفعل ما يراد منه لا ما يريد وليس له على أنفس المالكين شيء من السلطان الديني لمباينتهم له في العقيدة فقد كانوا شيعة غلاة يدينون بفضل علي وآل بيته على من عداهم وإنما رضوا ببقاء الخليفة العباسي ليكون أمره عليهم هيناً يبقونه حتى رأوا في بقائه خيراً لهم ويعزلونه أو يقتلونه متى رأوا في ذلك مصلحتهم.

وقد قام في هذا الدور المستكفي المطيع والطائع والقادر والقائم ومتوسط مدة الخليفة منهم 22 سنة ونصف والقائم هو حلقة الاتصال بين هذا الدور والذي يليه والثلاثة الأولون من خلفاء هذا الدور خلعهم بنو بويه.

جاء بعد ذلك دور آخر من سنة 447 إلى سنة 590 انتقل السلطان الفعلي فيه إلى أمة تركية يمثلها سلطان من آل سلجوق يقيم ببلاد الجبل لا في بغداد وكان بنو العباس مع هذه الدولة أحسن حالاً منهم مع بني بويه فإن هؤلاء كانوا يحترمون الخلفاء تديناً وكانوا يبدون لهم من مظاهر التعظيم والإجلال ما يقضي به منصبهم الديني.

وقد ولي في هذا الدور المقتدي والمستظهر والمسترشد والراشد والمقتفي والمستنجد والمستضيء ومتوسط خلافة الواحد منهم نحو عشرين سنة ونصف ولم يكن الخلفاء في هذه المدة على حال واحد فإنهم من عده المسترشد شرعوا يستردون شيئاً من نفوذهم الفعلي في بغداد والعراق والذي ساعدهم على ذلك بعد آل سلجوق عنهم وتفرقهم ووقوع الحرب بينهم وقد تم استبدادهم بأمر العراق في عهد المقتفي وانقضت دولة السلاجقة سنة 490 على يد خوارزمشاه ونفوذهم في العراق قد اضمحل تماماً.

مكث العباسيون بعد سقوط الدولة السلجوقية 66 سنة لم يكونوا فيها تحت سلطان أحد بل كانوا مستقلين بملك العراق إلى أن قام المغول والتتار بحركتهم التي ابتدأت بأقصى تركستان وعصف ريحهم على البلاد الإسلامية فأخذ أنفاس الدولة العباسية وأزالها من بغداد على يد هولاكوا خان حفيد جنكيز خان سنة 656.


أدوار الدولة العباسية:

100سنة عصر القوة والعمل من(132-232) 

102 سنة عصر استبداد المماليك الأتراك من (232-334) 

113 سنة عصر استبداد الملوك من آل بويه من (334-447) 

83 سنة عصر استبداد الملوك من آل سلجوق من (447-530) 

126 سنة عصر استعادة العباسيين شيئاً من نفوذهم السياسي مع تغلب القواد من (530-656)