زاوية الزعتري في صيدا
زاوية آل الزعتري:
شُيّدت هذه الزاوية المكوّنة من عدة غرف في عهد الدولة العثمانية، وكانت مدرسة للتعليم الديني، وبعد تأسيس جمعية المقاصد الإسلامية في صيدا عام 1936م، انتهى دور الزاوية الأساسي ووهبها السلطان عبد الحميد، للشيخ خليل الزعتري، شيخ الطريقة القادرية. وبعد وفاة الشيخ خليل الزعتري خلفه فيها الشيخ أحمد المصري المعروف بالسندسي، وبعد وفاة الشيخ الشعراوي عام 1927م أُغلقت الزاوية.
تُعرف هذه الزاوية "بين أهالي صيدا باسم الغاسلية" (وهي وقف ذري) لذرية الشيخ خليل الزعتري.
تمتاز هذه الزاوية بجمالها ورونقها، تتضح معالمها التركية في هندستها ومدخلها، وتُشبه في تصاميمها زاوية آل البابا، إلا أن هذه الزاوية أكبر منها بكثير.
تقع هذه الزاوية في منطقة ضهر المير، داخل صيدا القديمة، قرب الجامع العمري الكبير.
وكان ناظر وقفها مصطفى البرهاني، نائب صيدا. وكان عبارة عن: دكان خراب، بالقرب من جامع بطاح. استأجرها صالح العلاَّف بمبلغ 6 قروش كل سنة.
بالنظر إلى مخطط هذه الزاوية، يتبين لنا أنها تتمتع بمختلف مزايا وصفات الزاوية العثمانية إذ هي أقرب ما تكون إلى المدرسة. وقد كانت فعلاً معدة لتدريس وتعليم القرآن الكريم وكافة التعاليم والشعائر الدينية الإسلامية. وبتأسيس جمعية المقاصد الخيرية الإسلامية في صيدا انتهى دور هذه الزاوية الأساسي ووهبها السلطان عبد الحميد للشيخ خليل الزعتري، شيخ الطريقة القادرية في صيدا، وبعد وفاة الشيخ خليل الزعتري توالى على إدارتها الشيخ أحمد المصري المعروف بالسندسي، ومن ثم الشيخ شعراوي عام 1927م وكان آخر المشرفين عليها حيث أُغلقت في العام نفسه.
إلاّ أنها عادت بعد توقف دام لأكثر من نصف قرن إلى ممارسة العمل الصوفي عام 1986م حيث أنها تفتح حالياً نهار الخميس بعض الظهر للنساء وبعد صلاة العشاء للرجال.
ثم إن هذه الزاوية هي أكبر الزوايا في صيدا حيث أن مساحتها تبلغ (141م2) وجدرانها مُشادة من الحجر الرملي وسقفها مقبب، وتتكون من حرم مستطيل الشكل (8,6م × 3,3م) تحيط به ردهتان مكشوفتان بالإضافة إلى غرفة الضريحين (الشيخ خليل الزعتري والشيخ محمد الغاسلي) وغرفتين جانبيتين صغيرتين وردهة صغيرة تُعرف بغرفة المريد.
أما السقف فهو مقبب فوق الحرم ويبلغ قطر هذه القبة (3,6م) بالإضافة إلى قبة صغيرة فوق الضريحين بقطر (2,85م).
وتزين جدران الحرم الأربعة من الداخل أعلام الطريقة الصوفية القادرية، وتحيط بأرضية الحرم مصطبات حجرية معدة لجلوس المريدين ولوضع الأدوات الموسيقية التي تُستعمل خلال إقامة الذكر وقراءة الأوراد الدينية، ومن هذه الأدوات: بازق، عصاة، كأس، دف، مزهر، طبل.
ويوجد المحراب العائد للزاوية على الجدار الجنوبي للحرم.
كما يوجد على الجدارين الشمالي والغربي، لجهة غرفة الضريحين، درجان حجريان يؤديان إلى غرفتين جانبيتين معدتين لخادم الزاوية وخزن أدوات الصيانة والنظافة العائدة للزاوية، وتقع هاتان الغرفتان فوق غرفة الضريحين.
وهذان الضريحان مشادان من الحجر الرملي أيضاً يتجهان من الغرب إلى الشرق.
ونلاحظ أيضاً وجود فتحة صغيرة في الجدار الشمالي لهذه الغرفة يدخل المرء من خلالها إلى غرفة صغيرة جداً كانت تُستعمل للمريدين الحديثي العهد، لعزلهم عن العالم لمدة تتراوح بين ثلاثة أيام وأربعين يوماً بغية الحصول على رتبة مريد في الطريقة الصوفية.