الدولة العثمانية : السلطان مصطفى الثالث
السلطان مصطفى خان الثالث ابن السلطان أحمد الثالث 1171 - 1187 هـ
جلس هذا السلطان على تخت الخلافة وعمره اثنتان وأربعون وكان له اطلاع على الخلل الموجود بإدارة الدولة فأبقى الوزير الشهير فوجه راغب في الصدارة للياقته وسعة اطلاعه وقد اجتهد هذا الصدر في تسكين ثورة عرب الشام الذين أخلوا بالأمن لتعدياتهم على قوافل الحجاج وكان هذا السلطان يميل إلى محاربة الروسيا لعلمه ما تنويه للممالك العثمانية من الإضرار.
ولكن لما كان الصدر محمد راغب باشا يعلم جيداً الفرق الموجود بين جيوش أوروبا التي سارت شوطاً بعيداً في التعليمات والانتظامات وبين جيوش اليكجرية الذي جعلوا عدم الإطاعة والتمرد قانوناً لهم أخذ ينصح السلطان في تأخير تنفيذ نواياه حتى يتمم التنسيقات والتنظيمات المراد إدخالها بالجيش العثماني وتمكن هذا الصدر بمهارته من عقد اتفاق مع حكومة بروسيا الجديدة لتساعد الدولة عند الحاجة على النمسا والروسيا.
وقد كان هذا الوزير يهتم أيضاً بتوسيع نطاق التجارة البحرية والبرية فلهذا كتب تقريراً يرغب به فتح خليج لإيصال نهر الدجلة ببوغاز الآستانة وأن تستعمل الأنهار الطبيعية مجرى له ليسهل نقل الغلال من الولايات إلى دار الخلافة ويساعد على نشر التجارة إلا أن المنية عاجلته قبل الشروع في مقصوده 1176هـ .
وقد كان وحيد زمانه في الشعر والأدب والفلسفة ومدحه المؤرخون كثيراً وعجبوا بغيرته ومعارفه ولقبه المؤرخ واصف أفندي بصدر الوزراء وسلطان الشعراء والإنسان الكامل وهو صاحب الكتاب الشهير المسمى بسفينة الراغب وخلفه في الصدارة توقيعي حامد حمزة باشا ثم خلفه كوسه مصطفى باهر باشا 1177هـ ثم بعد سنة تولاها محسن زاده محمد باشا 1178هـ .