حي الزويتيني في صيدا

الشيخ عزالدين الكرجيه © البحوث والدراسات الإسلامية


حي الزويتيني:

نسبة إلى شجرة "البيبود" أو "الزويتيني" وغالباً ما تجدها كشجرة بطول 1 م. ولكنها تنمو كشجرة وقد تصل إلى 4 م، غير أن جذعها قد لا يتجاوز الـ 15 سنتم بقطره.

وزويتيني، هذه التسمية المحلية قد تكون أتت من شكل ورقها وثمرها المشابه للزيتون.

تأكل ثمارها الطيور وخاصة السمَّان والشحرور، وتثمر في آب إلى كانون أول من كل عام، تكون ثمارها أحياناً كثيفة فتبدو كالبطم من مسافة بعيدة. وقد تعود التسمية إلى أسرة منتشرة في حلب يُقال إن نسبها يعود إلى الخليفة الراشد عمر بن الخطاب.

من هنا أتت النسبة إلى مقام الزويتيني لجهة الجنوب الغربي. وقد تعرَّض هذا الحي إلى شبه دمار أثناء زلزال 1956 فأُزيل العديد من أبنيتها وتحوًل المكان إلى حديقة الآن. وبقي من الحارة البعض من أبنيتها إلى جهة الجنوب.

وأهم ما يميز هذه الحارة هو وقوع السفارة الإيرانية فيها إلى جهة الغرب. وكانت من الأبنية الفخمة بأعمدتها الكثيرة وأرضها المبلطة. وقد أُزيلت هذه السفارة ومعالمها بعد زلزال عام 1956.

وظلّت قنصلية إيران مع آل عسيران لفترة طويلة، فقد تولى قنصليتها علي عسيران منذ العام 1852م وكان لقبه شهبندر إيران .

كما وتولى حسين عسيران منصب وكيل شهبندر، وبموجب فرمان سلطاني صادر في أواخر جمادي الآخرة سنة 1265هـ / 1849م حاز على كافة الإمتيازات الجارية بحق قناصل سائر الدول الأجنبية في صيدا.

وحي الزويتيني مطل على حي رجال الأربعين، واشتهر بحي أو شارع سطوح المعصرة، المؤدي إلى البوابة الفوقا حيث القلعة البرية .

وفي هذا الحي بعض الأفران الأثرية مثل فرن البسطة، وفرن شمعة، وحارة المصبنة، وحارة المادنة. وسبيل ماء معين ما زالت معالمه ظاهرة للعيان حتى يومنا الحاضر.