الدولة العثمانية : السلطان مراد الثاني

الشيخ عزالدين الكرجيه © البحوث والدراسات الإسلامية


السلطان مراد خان الثاني ابن السلطان محمد الأول 824 - 855 هـ

لما جلس هذا السلطان على كرسي السلطنة كان عمره ثمان عشرة سنة وبعد أيام من جلوسه أرسل له أمير بخارى سيفاً نفيساً فتقلده في بروسة ثم التفت إلى بلاده مهتماً بإصلاح شؤونها وكان محباً للغزو والفتوحات وتوسيع أطراف سلطنته إلا أنه كان له من أحوال مملكته ما يشغله عن مراده ولذلك سعى حتى أبرم صلحاً مع أمير القرمان وهدنة مع ملك المجار لمدة خمس سنوات وبينما هو يسعى في هذا الطريق السلمي إذ طلب منه أمانويل ملك القسطنطينية التعهد له بأن لا يحاربه مطلقاً وأن يعطيه اثنين من إخوته تأميناً على هذا العهد رهناً على قيامه بهذا الشرط وإلا أطلق سراح عمه مصطفى بن بايزيد من سلانيك وتركه يعيث في أنحاء السلطنة فلم يقبل السلطان مراد بدلك أصلاً ورد طلبه.

فأطلق عند ذلك أمانويل الأمير مصطفى وجهزه بما يلزم من الذخيرة والجنود وأعطاه عشر سفن حربية جعل على قيادتها أحد رجاله المدعو دمتريوس لاسكاريس فأتت هذه العمارة وحاصرت مدينة غليبولي وشددت عليها الحصار حتى سلمت بعد أيام إلا قلعتها ثم تركها الأمير مصطفى وحولها من الجنود من يضيق عليها الحصار ويمنع وصول المدد إليها وقصد مدينة أدرنة تخت السلطنة بأوروبا فلاقاه في الطريق الوزير بايزيد باشا وعند ذلك نادى الأمير مصطفى في جنود السلطان بأنه هو الأحق بالسلطنة واعداً من ساعده منهم بالمكافأة العظيمة فأثر كلامه في الجنود حتى أنهم قتلوا الوزير بايزيد باشا وانضم إليه بعضهم.

ثم تقدّم وتلاقى مع ابن أخيه السلطان مراد فرحاً ظاناً أن الدهر ساعده على مطلوبه إلا أن الجنود لم تطاوعه هذه المرة بل حملت عليه حملة منكرة فبددت شمل جيشه وتخلص هو ناجياً إلى مدينة غليبولي فقبض عليه هناك وسلم إلى السلطان مراد الذي أمر بشنقه ولما كان امبراطور القسطنطينية هو السبب في هذه المشاكل والمذابح عزم السلطان على معاقبته فاستعد لحصار مدينته وجرد عليه جيشاً يبلغ مائتي ألف مقاتل ثم تقدم وحاصر هو المدينة بنفسه سنة 825هـ 1422م حصاراً شديداً وهذا هو الحصار الرابع للعثمانيين إلا أنها لما كانت حصينة امتنعت عليه ولم يتمكن من التفرغ لها لأن الثورات كانت قامت بجهات الأناضول بتحريضات أخيه الأمير مصطفى جلبي الذي شق عليه عصا الطاعة وقد تمكن السلطان من قهره وقتله.

وكان الأمير مصطفى هذا استعان على أخيه السلطان مراد ببعض أمراء آسيا الذين كان تيمورلنك ردّ إليهم أملاكهم التي انتزعها العثمانيون منهم ولما كانت مساعدتهم لأخيه الثائر عليه منافية لحق الجوار أغار السلطان على بلادهم وانتزعها منهم وأضافها ثانية إلى مملكته وكان منهم أمير قسطموني وأمير صاروخان ومنتشا وأمير بلاد القرمان ولما استراح السلطان من شرورهم أمكنه التفرغ للنظر في الفتوحات الخارجية التي كان يستعدلها من زمن فجرد على ملك المجر أشد معانديه وبعد أن قهره ونكل به ألزمه بالتوقيع على معاهدة تقضي بأن يكون نهر الدانوب فاصلاً طبيعياً للأملاك العثمانية عن أملاك المجر وقبل أيضاً ملك الصرب جورج برانكوفيتش دفع جزية سنوية قدرها 5000من الذهب وأن يمد السلطان بفرقة من جنوده في زمن الحرب وأن يقطع كل صلة بينه وبين ملك المجر وأن يتنازل أيضاً عن مدينة الآجه حصار (كروشيفتس) الكائنة في وسط بلاد الصرب ليجعلها السلطان حصناً تقيم به جنوده.

ثم إنه جرد على مدينة سلانيك قصد افتتاحها ولما توفي امبراطور القسطنطينية أمانويل 1425م وخلفه يوحنا باليولوغوس واعترف السلطان مراد رسمياً بجلوسه على تخت القسطنطينية فرض عليه جزية معلومة يدفعها لخزينته في كل سنة وشرط عليه أن يتنازل له عن جميع البلاد خلا القسطنطينية وضواحيها وقد التزم الإمبراطور الجديد بهذا الاقتراح وبذلك استولى السلطان مراد على جميع القلاع والحصون الباقية تحت تصرف الروم على شواطئ البحر الأسود وسواحل الرومللي.


استرداد سلانيك 832 هـ:

لما كان السلطان مراد استرد كل المدائن والبلاد التي كانت للعثمانيين مدّة السلطان بايزيد بل زاد عليها وكانت مدينة سلانيك من المدن التي وقعت في قبضتهم واستولى عليها الروم ثانية أراد إخضاعها أيضاً فجرد عليها يريد حصارها وكان المتولي على هذه المدينة وما يتبعها اندرونيك ثالث أولاد القيصر المتوفى وكان أهلها لما رأوا أنهم لا يقوون على صد مهاجمة العثمانيين عنها سلموها بالرغم عنه للبنادقة 1425م لما عهدوه فيهم من المهارة بأساليب الحروب وفنون القتال.

ولما تسلط البنادقة على سلانيك أظهروا لأهلها في أول الأمر العدل ورقة الجانب وأطلقوا لهم الحرية في أن يحكموا أنفسهم حسب قوانينهم إلا أن ذلك لم يدم زمناً طويلاً لأنهم أخذوا يوجدون أسباباً متنوعة لإذلالهم ونفوا منهم خلقاً كثيراً وشردوهم في جزائر الأرخبيل التي كانت يومئذ في حوزتهم ولو أمهلهم السلطان مراد لكانوا بدلوا جميع سكان سلانيك بغيرهم.

ولما كان هذا السلطان العظيم لا ينظر بعين الرضا إلى استيلاء البنادقة على هذه المدينة المهمة لأنهم من ألد أعدائه مظهراً رغبته في افتتاحها نهائياً اجتهد البنادقة في إحباط مسعاه واستغاثوا بالقيصر يوحنا ليتوسط بينهم وبينه فأرسل يوحنا إلى السلطان مراد سفيراً يذكره بأن هذه المدينة التي عزم على افتتاحها ليست من مدن الأعداء بل هي من المدن التابعة للقسطنطينية فقال السلطان لو كانت هذه المدينة باقية بيد اندرونيك أخي يوحنا لما كان قصدها بالشر.

ولما أخفق سعي القيصر وعلم البنادقة إصرار السلطان على قصده حصنوا تلك المدينة تحصيناً قوياً وأرسلوا عمارتهم لإحراق السفن العثمانية الراسية في مينا غليبولي قصد عرقلة مساعي السلطان فيما يقصد وكانت تلك العمارة تحت قيادة اندراوس موكينكو أميرال خليج البنادقة وبعد أن هاجم العمارة العثمانية في خليج غليبولي ولم يقو على نيرانها ارتد مقهوراً ولقد كانت هذه النصرة البحرية من الأسباب التي أعانت العثمانيين على فتح سلانيك ثم شدد العثمانيون الحصار على المدينة ففتحوها عنوة وهربت منها حامية البنادقة إلى سفنهم 1429م 832هـ .

ولما وقعت سلانيك في أيدي العثمانيين تزعزعت أركان سلطنة الروم وانخلعت لها قلوب أهل القسطنطينية وصاروا من ذلك الوقت يتوقعون أن يصيب مدينتهم ما أصاب تلك المدينة العظيمة وبعد أن ملكوا سلانيك أخذوا في مد سطوتهم في تلك الأطراف فاستولوا على اخائية وابيرة ويانية وغيرها وكانت الدائرة فيها طوراً على الروم وطوراً على العثمانيين إلا أنهم كلما أرادوا الدخول إلى بلاد البانيا صدهم أهلها فرجعوا منتظرين الوقت المناسب.


محاربة الصرب والمجر وواقعة وارنة الشهيرة:

إنه بعد أن نكل السلطان بابن قرمان رأى من الضرورة تأديب ملك المجر وجورج برانكو تش أمير الصرب لاتفاقهما على الإضرار بالعثمانيين.

ولما سار الجيش العثماني وعبر نهر الطونة دخل بلاد المجر وعاث فيها حتى بلغ بلاد طمشوار وهرمانشتاد وذهبت فرقة منه إلى بلاد الصرب فاستولت على مدينة سمندرة عاصمة تلك البلاد ثم شرع الجيش العثماني في حصار مدينة بلغراد إلا أنه لم يتمكن من فتحها وبعد ذلك طلب أمير الصرب أن يزوّج ابنته للسلطان ويعقد معه صلحاً فقبل السلطان منه ذلك إلا أنه لما علم أن أعماله كانت ولا تزال مجلبة عليه غضب السلطان فر ملتجئاً إلى ملك المجر لادسلاس ولهذا رأى السلطان من الضرورة سوق الجيش مرة ثانية على بلاد المجر.

ولما دخلها الجيش العثماني أخذ في شن الغارة عليها حتى بلغ مدينة هرمانشتاد وشرع في محاصرتها وفي هذه الأثناء كان ظهورجان هونياد المشهور أمير الأردل وفي خلال ذلك نهض البابا أوجيلينيوس وشرع في عقد تحالف بين دول الفرنج وعصبهم على محاربة العثمانيين فتصدى لادلاس ملك المجر وبولونيا وتقدم بعساكر تحت قيادة جان هونيار القائد المجري الشهير بعدما انضم إلى جيشه جمهور من الفرنساويين والجرمانيين وقصدوا جيوشفي جوار هرمانشتاد سنة 845هـ .

وكان حاكم بلاد ترانسل فانيا التي منها مدينة هرمانشتاد المذكورة تابعاً الملك المجر وكان على هذا الإقليم جان هونياد المذكور الذي أتى مسرعاً للدفاع عن هذه المدينة فانتصر على العثمانيين وقتل منهم قدراً عظيماً حتى ألزم من بقي منهم إلى القهقرى.

ولما علم السلطان بذلك أرسل جيشاً آخر تحت قيادة شاهين باشا فأصابه ما أصاب الأوّل من هونياد وجنوده ووقع شاهين باشا أسيراً في موقعة قرب بلدة يقال لها وازاج 845هـ .

وكان السلطان في خلالها مشتغلاً بمحاربة إبراهيم أمير بلاد قرمان وبعد أن قهره السلطان كان المجريون تقدموا واتفقوا مع الصربيين على محاربة العثمانيين ولما تلاقوا معهم جهة بلغراد صدتهم العساكر العثمانية فانقلبوا على أعقابهم وكانت هذه الفعلة خدعة منهم لأنه بينما كانت جيوشهم آخذة في التقهقر والعثمانيون في تعقبهم إذ بهم ارتدوا على العثمانيين بينما كانوا يسيرون خلفهم في مضيق نيش وأحاطوا بهم من كل جهة في المضيق المذكور وحصلت بين الطرفين واقعة دموية انجلت عن انتصار هونياد وهزيمة العثمانيين هزيمة شنعاء وقتل منهم عدد وافر بين أمراء وجنود وأسر منهم كذلك 846هـ ومال زال فلهم يفر حتى وصل إلى أدرنة.

ثم توسط جورج برنكو فتش ملك الصرب في الصلح فقبله السلطان واشترط فيه بقاء الصرب وبوسنة يدفعان خراجاً للدولة العلية واستقلال الأفلاق عن السلطنة العثمانية تماماً وأن ترد قلعة سمندرة إلى الصرب وإخلاء سبيل بعض أسرى من الجانبين وغير ذلك وتقرر أن تكون الهدنة لمدة عشر سنوات ولما انتهى الأمر على ما تقدّم بعد هذه الحروب والمخاصمات وسكنت الفتن والقلاقل توفي الأمير علاء الدين وكان والده يحبه كثيراً فساورته الهموم حتى إنه عزم على تمضية بقية حياته في راحة معتزلاً عناء الملك فتنازل عن كرسي السلطنة إلى ولده محمد الثاني الملقب بالفاتح ثم ضم إليه بعض خواصه وقصد مدينة مغنيسيا متفرغاً للعبادة.

ولما علم بذلك لادسلاس ملك المجر ظن أن الجو خلا له لنوال مقاصده فتقدّم بجيش عطيم ولم يراعِ الهدنة التي عقدت بينه وبين السلطان وأغار على أملاك السلطنة وكان ذلك بتحريضات البابا ولما رأى السلطان مراد هذه الأحوال خاف من عواقب الأمور فاضطرأن يعود إلى الملك ثانياً وأمر بسرعة التجهيزات الحربية ولما قصد العبور من جهة كليبولي وجد أن سفن الأعداء سدت ذلك المعبر فالتزم العبور من مضيق البحر الأسود وكان بصحبته خليل باشا الوزير الأعظم وشهاب الدين باشا ولما وصل إلى أدرنة ووجد الجيش الهمايوني على قدم الاستعداد تقدم وتلاقى مع جيش المجر المشكل من 80 ألف مقاتل وكان لادسلاس من قبل ذلك دخل بلاد البلغار وبغدان وهرسك وبوسنة واتفق مع أمرائها على أن يكونوا يداً واحدة وكانت ملاقاة الجيشين أمام مدينة وارنة على سواحل البحر الأسود 1444م 28رجب 848 هـ .

ولما اشتعلت بينهما نيران القتال وحمى وطيسها تقدّم لادسلاس ملك بولونيا والمجر ومعه فرقة منتخبة من جنده واقتحم الميدان قاصداً الهجوم بنفسه على السلطان مراد الذي كان واقفاً على تل مرتفع يعطي الأوامر لجيشه وعند ذلك أطبقت الجيوش العثمانية على لادسلاس وقتلوه وبموته انهزمت جيوش المجر ومحالفيهم وتفرق شملهم وأخذتهم سيوف العثمانيين في كل مكان وصار هونياد قائدهم يجمع شتيت العساكر ويحرضهم على الرجوع والثبات فلم ينجح لأن الرعب كان قد استولى عليهم وقتل من جيش الأعداء في ذلك اليوم ما يزيد عن عشرة آلاف نفر واغتنمت الجيوش العثمانية في هذه الواقعة غنائم لا تحصى ثم عادت إلى أدرنة غانمة ظافرة وكان من بين القتلى القونت سيزار يني رسول البابا.

ثم إن السلطان بعد أن رد كيد أعدائه في نحورهم ومهد أمور المملكة تنازل عن الملك ثانية إلى ابنه السلطان محمد الثاني وعاد إلى عزلته كالأوّل ولكن لم ترض الانكشارية بذلك وتذمروا واضطربوا فاضطر أن يعود إلى السلطنة ولما كسر شوكتهم خاف من قيامهم مرة أخرى فأراد إشغالهم بالحرب ولذلك تقدّم وأغار على بلاد اليونان وساعده على مقصوده هذا أن أمانويل ملك القسطنطينية كان قسم مملكته في حال حياته بين أولاده بأن أعطى مدينة القسطنطينية وما حولها من البلاد القريبة إلى ابنه حنا وبلاد مورا وقسماً من تساليا لابنه قسطنطين وهو آخر ملوك الروم.

ولما علم قسطنطين بعزم السلطان مراد على فتح بلاده ابتنى ببرزخ كورنثة حصوناً ومعاقل جعلته لا يرام ومع ذلك فإن هذه القلاع لم تغن شيئاً أمام عساكر العثمانيين الأبطال لأنهم سلطوا مدافعهم على أسوار تلك الحصون حتى أحدثوا بها ثلمة ودخلوا منها قاصدين مدينة كورنثة ففتحوها وقد كان في نية السلطان الاستمرار على فتح هذه البلاد لولا ظهور اسكندر بك الشهير وإثارته القلاقل بالبانيا فاكتفى بضرب الجزية عليها.


واقعة قوصوة الثانية:

وبينما كان السلطان يشتغل بمحاربة اسكندر بك المذكور قام جان هونياد وكيل ملك المجر وجمع في دائرة اتفاقه عدة أمراء من أوروبا وهاجمت جنوده الرومللي تحت قيادته فعاد السلطان إلى صوفية وجمع الجنود العثمانية فيها ثم تقدم والتقى مع جيوش هونياد في وادي قوْصَوة 852هـ حيث انتصر السلطان مراد الأول قبل ذلك بستين سنة وحصلت بينهما حروب شديدة امتدت ثلاثة أيام قتل فيها من الطرفين ما يقرب من 60 ألف مقاتل ثم انهزم هونياد وفر من ميدان القتال بعدما لحقه من الخسائر ما لا يحصى ثم عاد السلطان إلى أدرنة واهتم ببناء جامعه الشهير فيها وفي سنة 853هـ عقد السلطان لابنه محمد على ابنه اسكندر بك وبعد عودة السلطان من هذه المحاربة إلى أدرنة زوّج ابنة أمير بلاد ذي القدرية إلى ولده السلطان محمد سنة853هـ .


وفاته:

ثم اعتراه مرض بعد ذلك بسنتين مكث به اثنى عشر يوماً ثم ارتحل إلى الدار الآخرة 855 هـ فكتم أمراء الدولة خبر موته مدّة اثنى عشر يوماً حتى حضر ابنه السلطان محمد ثم نقل نعشه ودفن في مدينة بروسة في تربته المخصوصة. 

وكان رحمه الله ملكاً جليلاً صالحاً يعتني بالعلم والعلماء والصلحاء مقداماً فاتكاً شجاعاً كريماً واسع العطايا عين للحرمين الشريفين من خاصة صدقاته في كل عام 3500 دنيار وهو وإن لم يصل إلى ما وصل إليه أسلافه من الفتوحات إلا أنه جدير بأن يشترك مع والده في لقب الباني الثاني للدولة العثمانية وذلك لأن هذين السلطانين توصلا بمساعيهما العظيمة لجبر وملافاة الخسائر والتخريبات التي أحدثها تيمورلنك ولما عزم على الاستراحة من عناء الملك وتفرغ للعبادة ورأى ما كاد يصل إلى جسم الدولة من الأذى استلم زمام السلطنة بيده القوية فكبح أعداءه وسارت جيوشه منصورة حتى بلغت جهات مورة واشقودرة.