شارع الشهداء في صيدا

الشيخ عزالدين الكرجيه © البحوث والدراسات الإسلامية


شارع الشهداء:

شملت القشلة التحتا، المعروفة أيضاً بخان الدباغة، إذ حضر دفتردار الولاية في أواخر العهد العثماني لصيدا وبحث أموراً عمرانية فيها، ومنها تحويل ملكية القشلة إلى البلدية مقابل 150 ألف قرش تدفعها البلدية على عشر سنوات، وذلك من أجل هدمها وفتح الطريق القادمة من الشاكرية إلى ميناء صيدا، ولما كانت تتشعب منها طريق أُخرى إلى شارع الشهداء وبالتالي تخترق أملاكاً للمقاصد، لذلك طرحت جمعية المقاصد على المتصرف اقتراحاً في 10 تشرين 1919م بأن تتقاسم الجمعية والبلدية القشلة التحتا، وتقوم البلدية بفتح الطريق للميناء وجمعية المقاصد بفتح الطريق إلى الشهداء ومنها تتجه إلى بيروت، لكن السلطات الإنتدابية لم تجب، وجددت جمعية المقاصد طلبها في 8 كانون الثاني 1920م إلى الجنرال غورو نفسه، وفي 22 نيسان 1920م باشرت البلدية وحدها بهدم القشلة لفتح الطريق إلى البحر، وهدمت زاوية دينية تابعة لجمعية المقاصد أيضاً فاحتجت للبلدية مطالبة بالتعويض، لكنها لم تحصل على شيء .

وفي شارع الشهداء بسبب انهدام الحائط الجنوبي لمسجد مقام الشيخ موسى وفيه المحراب، أوكلت جمعية المقاصد سنة 1920م إلى المتعهد بشارة زريق من بيروت بهدم المسجد وقبته وكذلك بهدم مسجد البوابة (التحتا) في السنة نفسها (1920م) وكان يحده جنوباً وشرقاً الطريق وشمالاً طريق آخر وغربا "خان الخيرية" وبجانبه بعض القبور المعروفة باسم "تربة الشهداء" وبدل الأبنية المهدمة أقامت جمعية المقاصد خمسة دكاكين ملاصقة لخان الخيرية.

وفي سنة 1923م دفعت جمعية المقاصد مئة ليرة عثمانية وثبتت حقها في أرض الزاوية الدينية التي تم هدمها وفي عام 1923م عوضت الحكومة جمعية المقاصد عن الأملاك التي خسرتها، بتمليكها جزءاً من خان الدباغة المهدم، فأكملت الجمعية نقل الأنقاض منه، وأخذت تعمر ثلاثة دكاكين فيه.