القلعة البرية في صيدا

الشيخ عزالدين الكرجيه © البحوث والدراسات الإسلامية


القلعة البرية:

وتُسمى أيضاً قلعة لويس التاسع، أو القديس لويس وقلعة البر.

مبنية على ربوة تعلو عن البلدة خمسة وأربعين متراً، في الجهة الجنوبية من المدينة. وهي قائمة على طبقات من الردم مؤلف من بقايا أصداف الموركس الذي يُستخرج منه الصباغ الأرجواني. وبقايا هذه الأصداف لا تزال ظاهرة في الجهة الجنوبية من القلعة بجانب البحر.

ويقول منير خوري: أنها قلعة قديمة طبيعية تعود إلى العصور الفينيقية الأولى وقام بترميمها اليونان والرومان والعرب وأقاموا فيها مراكز للمراقبة والدفاع وأشهر من تولى ترميمها وتحصينها لويس التاسع ملك فرنسا الذي أقام فيها بين سنتي 1250 و 1254م وترك للفرسان الهيكليين أمر حمايتها.

أما أحمد عارف الزين فيقول: أن المسيحيين يسمونها قلعة القديس لويس، لأنهم ينسبون بناءها الأخير له. ويظن ادوارد روبنصون أن لويس التاسع شيدها في العام 1253م. ويرى أن بناءها الحالي عائد إلى الصليبيين، كذلك السيد عبد العزيز سالم، وأنها أُقيمت في موضع جبانة صيدون القديمة.

ويقول السيد عبد العزيز سالم أن الذي بناها هو لويس التاسع أثناء فترة إقامته بعكا وصيدا فيما بين 13 أيار سنة 1250 إلى 24 نيسان سنة 1254م. وقد تعرضت القلعة للتدمير خاصة على يد الأمير علم الدين سنجر الشجاعي في سنة 1291م. وقام الأمير فخر الدين المعني الثاني في القرن السابع عشر الميلادي بترميمها.

وينقل عبد العزيز سالم عن البطريرك اسطفانوس الدويهي فيقول: وللقلعة سور شكله شكل القوس، نصف دائري. قطره لجهة المدينة ووجه القوس لجهة الجنوب، والقلعة عبارة عن برج يشكل القسم الأكبر منها، طوله 117 متراً، وعرضه 140 متراً، وسمك جدرانه 1,50 متراً ويحمي الجدارين الشمالي والشرقي أربعة منافذ للسهام.

وقد أُجريت حول القلعة من جهتيها الجنوبية والشرقية حفريات بين سنة 1914 وسنة 1920 قام بها كل من مكريد بك والدكتور Conteneau للوصول إلى المدينة القديمة المطمورة بين الأنقاض.