سوق البازركان في صيدا
سوق البازركان:
يعتبر "سوق البازركان" داخل صيدا القديمة واحداً من أشهر الأسواق التجارية في المدينة، إذ أُنشئ قبل 500 عام ويمتاز بأنه ما زال يحافظ على حرفه المتوارثة، وطابعه التراثي المتنوع بين أزقته وعقوده وقناطره ودكاكينه ذات الحجارة الرملية والسقوف والمنحنيات ليتكامل مع أسواق: النجارين، الصاغة، الحياكين، العطارين، الكندرجية، وغيرها في وحدة متكاملة من نسيج الحياة.
وأصل التسمية تعود إلى كلمتين: الأولى "بازار" وتعني السوق بالفارسية. والثانية "كان" وتعني تاجر، أي سوق التجار وقد دخلت التركية إليه لتعني الكلمة أيضاً "سوق الأكابر والأعيان".
كان يتجمع في هذا السوق بصورة أساسية أصحاب المهن المتعلقة بالأقمشة والخياطة. وتمركزت فيه دكاكين الخياطين الذين كانوا يصنعون الألبسة المعروفة في تلك الفترة.
وكنتيجة طبيعية للحياكة والخياطة كان لا بد من ظهور البزازين "بائعي القماش" الذين نشروا محالهم في أرجاء المدينة القديمة، وعلى وجه التحديد في سوق البازركان، وهذا يقودنا إلى أن أسواق المدينة (ضمن بوابتيها) غالباً ما كانت تُسمى بنوع العمل الذي يمارسه أهلها. ويدخل هذا في باب تنظيم المدينة. ومن الذين يمتهنون البزازة على سبيل المثال: آل الفاخوري، وآل كيلو، والجبيلي وغيرهم.
وكانت هذه المحال على صِغَر حجمها ذات شهرة كبيرة باعتبارها مجمعاً لهم، مما يسهّل على المستهلك الوصول إلى ما يريد من جهة، ويزيد من شهرة هذه المحال من جهة أُخرى.